قصص كأس العالم .. بطولة أعتبرها الإنجليز المونديال الأول

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قبل عدة أشهر من إقامة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا ، موقع سبورت 360 يروي في سلسلة أسبوعية وخاصة ، أبرز القصص الملفتة والمعبرة التي شهدتها ملاعب المونديال منذ النشأة إلى يومنا هذا واليوم نتذكر معا قصة بطولة أقيمت في 1909 وأعتبرتها الصحف الإنجليزية النسخة الأولى من كأس العالم

    لمتابعة باقي حلقات قصص كأس العالم .. اضغط هنا

    جلس السير توماس ليبتون ملك الشاي حول العالم يفكر في طريقة يجمع بها العالم حول كرة القدم سواء كوسيلة دعائية لمنتجاته أو لهدف نبيل هو إقامة بطولة كرة قدم عالمية بين ممثلي دول العالم “أوروبا بالنسبة له حينها”، كانت المملكة المتحدة بالفعل حينها تمتلك أربعة أتحادات كروية ممثلة في أنجلترا ووايلز وإسكوتلندا وأيرلندا تلعب مع بعضها البعض بطولة تدعى البيت البريطاني

    كانت الإتحادات الأربعة تجتمع منذ 1886 تحت راية أتحاد واحد هو “الاتحاد العالمي لكرة القدم”، العالم بالنسبة للإنجليز كان يقتصر فقط على المملكة المتحدة وأعلنوا بشكل قاطع رفضهم التام لإنضمام أي أتحاد من خارجها إليهم وذلك قبل أن تقرر بقية الإتحادات الإستقلال وتكوين “فيفا” أو الإتحاد الدولي لكرة القدم

    أولمبياد باريس 1900 الصيفية كانت أول مرة تجتمع فيها منتخبات قارية للمنافسة على لقب وذلك بعد أن شاركت ثلاث منتخبات هي بريطانيا العظمى وفرنسا وبلجيكا في دورة ثلاثية نجحت بريطانيا في حسمها لصالحها، لم يتم توزيع ميداليات على المنتخبات الثلاث وإن كانت اللجنة الأولمبية تحتسب تلك البطولة ضمن لائحة الشرف لديها

    نعود إلى السير لبتون الذي قرر في 1909 أخذ خطوة جديدة في عالم كرة القدم وإشراك أندية من خارج إنجلترا في بطولة واحدة، قام لبتون بإرسال دعوة إلى كل من الإتحاد الإيطالي والسويسري والألماني والإنجليزي لترشيح الفريق الأفضل لديهم للمشاركة في بطولة مجمعة والمنافسة على لقب كأس تم تسميتها على أسمه “كأس السير توماس ليبتون” تقام في تورينو الإيطالية

    سبب الإقامة في تورينو لأنها كانت المدينة التي أحتضنت بطولة “ستامبا سبورتيفا” في العام السابق وهي بطولة أقامتها الصحيفة الإيطالية الشهيرة بين سبعة أندية أوروبية أربعة منها إيطالية بجانب فريق سويسري وأخر ألماني وثالث فرنسي، بالتأكيد الإنجليز أعتبروا أنفسهم من أخترعوا كرة القدم وقوانينها فقرروا في تاريخ كرة القدم تجاهل كون هذه البطولة الفريدة من نوعها هي الأولى نظرا لعدم مشاركة أي فريق إنجليزي فيها

    فاز سيرفيت السويسري بتلك البطولة بعد تغلبه على تورينو الإيطالي في النهائي بثلاثة أهداف لهدف

    hqdefault

    مرة أخرى ننتقل للسير ليبتون، الإتحاد الإيطالي رحب بالمشاركة وأعلن عن تشكيل منتخب يضم نخبة اللاعبين من بين فريقي تورينو ويوفنتوس، سويسرا أعلنت أنها ستشارك بفريق وينترثير وألمانيا أرسلت شتوتجارت سبورتفراوند

    بينما رد الإتحاد الإنجليزي فأختلفت الأقاويل التاريخية، البعض رجح أن الإتحاد الإنجليزي رفض فكرة المشاركة في البطولة ولأن السير ليبتون أراد ألا تمر البطولة بدون مشاركة فريق من أنجلترا فقد تم أختيار فريق قرية “ويست أوكلاند” للمشاركة وذلك بناء على توصية من أحد مساعديه والذي كان قادما من هناك

    البعض الأخر أرجح إختيار “ويست أوكلاند” بسبب الحروف الأولى من أسم النادي والتي تتشابه مع الحروف الأولى من أسم فريق “ولوويش أرسنال” والذي كان مرشح الإتحاد الإنجليزي للبطولة ولكن بسبب التشابه فقد تم إرسال البريد إلى فريق القرية العاملة بالفحم

    ولووش حاليا هو أرسنال اللندني

    المفيد أن لاعبي ويست أوكلاند وجدوا أنفسهم مدعوين للمشاركة في بطولة دولية في إيطاليا ونظرا لكون معظم أعضاء الفريق عاملين في صناعة الفحم فقد أضطر معظمهم لبيع مشغولات زوجاته الذهبية والأخر لرهن عفش منزله من أجل الحصول على تكاليف السفر إلى تورينو

    قرر المسئولين عن نادي القرية دعوة بعضا من لاعبي أندية القرى والمدن المجاورة  للسفر معهم والمشاركة في البطولة التي أنطلقت في 11 أبريل 1909 بمباراتي نصف النهائي حيث لعب ويست أوكلاند مع شتوتجارت وواجه منتخب تورينو الفريق السويسري، تأهل ويست أوكلاند ووينترثير إلى النهائي الذي أقيم في اليوم التالي مباشرة

    ثنائية نظيفة كانت نتيجة فوز ويست أوكلاند التي أهدت لهم لقب البطولة ولكنهم عادوا إلى بلادهم خائبي الرجا فرغم الفوز والصعوبات التي واجهوها إلا أن الكأس التي طلب السير ليبتون صناعتها للبطولة لم تكن قد جهزت بعد قبل موعد عودتهم إلى بلادهم مرة أخرى

    بعد عامين أقيمت البطولة مرة أخرى وتم دعوة البطل بجانب إرسال دعوات لنفس الإتحادات مرة أخرى للمشاركة، ألمانيا رفضت المشاركة وسويسرا أرسلت زيورخ بينما إيطاليا قررت الدخول بالثنائي تورينو ويوفنتوس بدلا من تشكيل منتخب واحد وذلك لإكمال الفرق الأربعة

     وصل لاعبو النادي القادم من مقاطعة دنهام ولكن بتشكيلة محلية من قاطني ويست أوكلاند فقط بدون أي تدعيمات خارجية ورغم ذلك نجحوا في الحفاظ على البطولة بعد أن أكتسحوا يوفنتوس في النهائي بستة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة التي أقيمت بتاريخ 17 أبريل من العام 1911

    هذه المرة كان السير ليبتون عن وعده بأن الفريق الذي سيفوز بالبطولة مرتين سيحتفظ بالكأس مدى الحياة ليعود منجمو الفحم إلى قريتهم مرة أخرى بالكأس هذه المرة لتبقى عندهم مدى الحياة

    article-2624764-1D8A70D200000578-518_634x391

    يعتبر البعض تلك البطولة هي “كأس العالم” الأول في التاريخ، بالتأكيد معظم المصادر إنجليزية لهذه التسمية والمؤكد أنها إن كانت ذلك فهناك فريق إنجليزي يمتلك عدد بطولات كأس عالم ضعف التي يمتلكها منتخب بلاده نفسه

    ولتلك الكأس حكاية طريقة فبعد عودة بعثة أوكلاند إلى قريتهم وجدوا أن الكأس قد تم سرقتها والنادي نفسه يعاني من مشاكل مادية ليتدخل أحد أثرياء المدينة ويدعى مستر لانشستر ويعيد الكأس من سارقها ويدفع للنادي 40 جنية إسترليني لإنقاذهم من الإفلاس

    خلال الحرب العالمية الأولى لم يكن ويست أوكلاند قد سدد لمستر لانشستر الأموال التي دفعها ليقرر الفريق إعطاءه الكأس كتعويض وهو ما قبل به رجل الأعمال الإنجليزي وبعد وفاته كان النادي قد خرج من أزمته المالية ليتفاوض مع أرملته لإعادة الكأس مرة أخرى وهذه المرة كان السعر المدفوع 100 جنية إسترليني

    كان ذلك في نوفمبر من العام 1960 وسكرتير النادي صرح لصحيفة جارديان حينها قائلا

    لنكون صرحاء 40 جنية إسترليني عام 1914 تساوي أكثر من 100 جنية إسترليني اليوم

    عادت الكأس إلى خزائن الفريق مرة أخرى ولكن ليس لوقت كثير ففي 1994 أعلن النادي أن الكأس الأصلية قد تم سرقتها مرة أخرى من مقر النادي ولم يتم العثور عليها حتى الآن رغم مجهودات الشرطة والجائزة المرصودة لمن يعثر عليه وهي ألفي جنية إسترليني ليتم تصميم نسخة مقلدة من الكأس وهي المعروضة حاليا في مقر النادي

    تحدث بيتر ديكسون المدير الفني للفريق من 2009 إلى الآن لصحيفة دايلي ميل عن الأجواء في القرية الإنجليزية حتى الآن قائلا

    القرية هنا تعيش على كرة القدم فقط، قالوا لي أنه كان هناك أيضا قاتل متسلسل في فترة ما

    الجميع يتحدث دائما عن ذاك الإنجاز والحصول على لقبي كأس العالم كل يوم يتم تذكيري بهذا في الطريق ولكننا نبحث حاليا عن كتابة تاريخا بأنفسنا

    قامت قناة تدعى “تايني تييز” تبث في شمال شرق أنجلترا عام 1982 بعمل فيلم وثائقي عن ذاك الإنجاز والعام 2013 شهد الكشف عن تمثال يسمى “كأس العالم الأول” في القرية الصغيرة وذلك بعد خمسة أعوام من خروج الفكرة للنور عن طريق محافظ المدينة روب يورك وأصدقائه

    تم جمع 200 ألف جنية إسترليني تبرعات من أجل إنشاء تمثال من البرونز يبلغ إرتفاعه 2.5 متر يقف على قاعدة عرضها 4 متر وتم تصميمه ونحته من قبل الفنان اللندني نايجل بونهام

     حاليا ينافس ويست أوكلاند في الدوري الشمالي الإنجليزي “الدرجة التاسعة في سلم البطولات الإنجليزية” ومازالت حتى الآن تلك القرية تعيش على ذكرى أنها “أول فريق يحقق كأس العالم” في التاريخ