كيف علمنا سباق أذربيجان ولانس سترول الصبر

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سباق جنوني, تاريخي, من أجمل ما شاهدنا في السنوات العشر الأخيرة. تعجر الكلمات عن وصف سباق أذربيجان التاريخي والذي انتهى بفوز مفاجئ للاسترالي دانييل ريكياردو بعد أن بدأ السباق في المركز العاشر.

    اليوم لن نتناول معجزة ريد بُل ولا تجاوز فالتيري بوتاس للانس سترول في الأمتار الأخيرة ولا اصطدام فيتيل بهاميلتون خلف سيارة الأمان ولا المعارك الداخلة لفريق الفورس انديا بل سنكون هادئين قليلا لنأخذ درسا عن الصبر والانتظار.

    العام الماضي وبعد سباق أذربيجان الافتتاحي انهالت الانتقادات من كل حدب وصوب على حلبة شوارع الدولة المزدهرة والغنية بثرواتها وتعالت الأصوات بأن بيرني اكلستون يبحث عن المال فقط و أعطى أذربيجان شرف استضافة السباق بدون أن يكترث إلى جمال الحلبة أو إمكانية التنافس عليها أو تاريخ الرياضة في تلك الدولة.

    من أجل الحق , سباق العام الماضي كان مملا على الرغم من التنبؤ بسباق جميل وانتهى بتتويج نيكو روزبرج سائق المرسيدس آنذاك بفارق سبعة عشرة ثانية عن سيباستيان فيتيل.

    سباق قلت فيه التجاوزات على الرغم من تواجد أضيق مقطع في روزمانة الفورمولا 1 عند مداخل المدينة القديمة بجانب القلعة وذلك بعرض سبع أمتار فقط.

    الجميع أشاد بالتنظيم الجيد للسباق وحداثة المنشآت والمناظر الخلابة لمدينة باكو ولكن طغت  أصوات الانتقادات على كل ما سبق وبدأت الصحافة الغربية خصوصا تطالب بإلغاء السباق أو عدم تجديد العقد بسبب انعدام الإثارة وسهولة السباق على السائقين.

    بالحديث عن السائقين وفي قصة مشابهة , سائق يافع وصل إلى قمة رياضة المحركات هذا العام مع فريق الويليامز وهو الكندي لانس سترول ذو الثمانية عشر ربيعا. عانى سترول في بداية الموسم فبعد ثلاث انسحابات في السباقات الثلاث الأولى (اثنان منها نتيجة لاصطدام بسائق أخر) بدأت الانتقادات تتوالى وخصوصا بأن سترول مدعوم بشكل كامل من والده المليونير لورنس سترول مما زاد الطين بلة حيث اكتسب الكندي اليافع سمعة بأنه سائق أموال ولا يستحق التواجد على خط الانطلاق.

    بدأت رياح التغيير بإنهاء سترول أولى سباقاته في روسيا حيث حل بالمركز الحادي عشر ولكن القفزة جاءت في سباق موطنه كندا حيث أنهى السباق في مراكز النقاط للمرة الأولى وحل في المركز التاسع.

    ليأتي تاريخ الخامس والعشرون من حزيران يونيو و بالعودة إلى حلبة أذربيجان فلا تعليق. قدمت حلبة باكو سباق ولا أروع لتظهر جميع الطاقات الكامنة في الحلبة التي تتميز بأنها حلبة مختلطة أي أنها تحوي المنعطفات الضيقة بالإضافة إلى الخطوط المستقيمة. وهي تطلب سائقا متكاملا لكي يروضها ويستخرج أفضل ما فيها.

    أما لانس سترول فقد حافظ على رباطة جأشه وابتعد عن المشاكل و الحوادث ليتواجد في المركز الثاني في المراحل الأخيرة من السباق. صحيح بأنه استفاد جدا من مشاكل هاملتون, فيتيل وثنائي الفورس انديا بيريز واوكون ولكن في بعض الأحيان عليك فقط بأن تبتعد عن المشاكل لتحقق نتيجة طيبة وهذا ما فعله سترول تحديدا.

    أظهر سترول معدنه عندما قاوم ضغوط فالتيري بوتاس الذي كان يقترب منه بفارق لفة في الثانية في المراحل الأخيرة من السباق بل حافظ على هدوئه ليتم تجاوزه في الأمتار الأخيرة (فارق السرعة بين مرسيدس وويليامز هائل) وحرمانه من مركز ثاني مستحق.

    أحيانا  ننسى بأن الفورمولا 1 رياضة صعبة جدا وتحتاج لخبرة وثقة كبيرتين فمن الطبيعي بأن يعاني شاب في الثامنة عشرة في البدايات.

    وأحيانا ننسى بأن نعطي فرصة أخرى لحلبة لم ترتقي لمستوى التطلعات في الإطلالة الأولى ولكن بغض النظر هذه هي الفورمولا 1 وإن كنت سائق, فريق أم حلبة فعليك أن تتحلى بالقوة والهدوء لأن الطريق مليئ بالمطبات والشاطر من يصل إلى خط النهاية.

    و في النهاية (على ذكر النهايات) قدم لنا سباق أذربيجان ولانس سترول درسا قيما في الانتظار وعدم الحكم على كتاب من عنوانه. وهكذا علمنا الاثنان الصبر.

    تابع الكاتب على الفيسبوكمقالات الفورمولا واحد مع ماهر أجمان