موقع سبورت 360 – يُقبل نادي ريال مدريد على مباراة مهمة جداً وحامية الوطيس، وذلك حين يستقبل غريمه اللدود وجاره أتلتيكو مدريد، لحساب الجولة السابعة من مسابقة الدوري الإسباني، حيث سيكون جولين لوبيتيجي مُطالباً بتحقيق نتيجة إيجابية من أجل تبديد الشكوك التي ظهرت في الآونة الأخيرة.

اللقاء سيكون من دون شك مشتعلاً، إذ أن النادي الملكي سيحاول إثبات أن خسارته القاسية أمام إشبيلية ما هي إلا سحابة عابرة، وأنه قادر على التعملق أمام أعتى الخصوم، أما أتلتيكو مدريد الذي بدأ الموسم الحالي بانتصار كبير على جاره اللدود، فإنه سيذهب إلى سانتياجو بيرنابيو وهو يعلم أنه يملك جميع الميكانيزمات للظفر بالثلاث النقاط والمنافسة على اللقب بقوة.

من جهة أخرى، يتطلع جولين لوبيتيجي لإعادة فريقه إلى السكة الصحيحة، بعدما بدأ موسمه بشكل متقلب .. ويستعرض موقع سبورت 360 عربية، في التقرير التالي 4 مهمات تنتظر المدرب الإسباني في ديربي مدريد:

إعادة بنزيما للتألق:

رغم أن ريال مدريد بشكل عامل يمتلك دكة بدلاء جيدة، إلا أن خيارات المهاجمين تكاد تكون منعدمة بوجود كريم بنزيما ومعه الوافد الجديد ماريانو دياز، الذي ربما قدم إضافة جيدة في لقاء روما، لكنه لا يظل خياراً يمكن الوثوق فيه أمام خصم عنيد ومتمرس مثل أتلتيكو مدريد.

ضعف مركز رأس الحربة يجعل ريال مدريد تحت رحمة التوفيق المصاحب للمهاجم الفرنسي من عدمه، وهو أمر ربما يثير القلق لدى مشجعي المرينجي على اعتبار أن بنزيما لاعب يمر بفترات يُظهر فيها مستويات خارقة للعادة تجعلك تظن فعلاً أنك أمام مهاجم أسطوري، لاعب قادر على حمل فريق كامل على أكتافه وخلق الخطورة من العدم، وهي فترات لا تدوم سوى لبضعة مباريات، قبل أن يأفل نجمه ونعود لنرى شبحاً يُتقن العك الكروي ويُفسد هجمات فريقه أكثر مما يصلحها ويُساعد في إكمالها.

ريال مدريد خلال المباريات القليلة الماضية عجز تماماً عن القيام بالتنشيط الهجومي عبر العمق، بسبب معاناة كريم بنزيما من الرقابة اللصيقة التي يفرضها عليه المدافعون، لذلك سيكون لوبيتييجي أمام تحدٍ صعب يكمن في إعادة بنزيما للتألق والنجاعة، لأن مباريات كهذه لا تبدو الفرص فيها متوافرة بشكل كبير كالتي تتوافر في مباريات أخرى أقل شأناً، حيث اللعب المفتوح والدفاعات الهشة، وهو ما لا يتيحه الروخي بلانكوس لأي خصم كان.

إيجاد التوازن الدفاعي:

لا شك أن أهم نقطة في فريق كرة القدم هي الموازنة بين الشق الدفاعي والهجومي، فلا يمكن أن تكون فريقاً جيداً لأنك تهاجم جيداً فقط، ولا يُمكن أن تكون فريقاً جيداً لأنك تُدافع جيداً فقط، فما الفائدة من امتلاك أسماء رنانة على أرضية الملعب دون أن تتمكن من جعلها تعمل في منظومة واحدة تعرف ما لها وما عليها، تفكر بشكل واحد وبتناغم من أجل تحقيق نفس الهدف المشترك المتمثل في حماية مرمى الفريق ثم البحث عن مرمى الخصم، فكرة القدم في معناها البسيط هي التسجيل في شباك المنافس ومنع الكرة من ولوج شباكك.

لا يخفى على أحد أن ريال مدريد أصبح يتلقى أهدافاً كثيرة من الهجمات المرتدة، وذلك بعد أن افتقد الفريق للعمل الجماعي من أجل استرجاع الكرة.. فالضغط المتقدم الذي كان يفرضه الفريق بعد فقدان الكرة مهم جداً، لأنه يجنب الفريق من وصول الخصم للثلث الأخير من الملعب وهو في وضعية تفوق عددي، وكلنا نعلم أن الاستفراد بدفاع الميرنجي يُعطي المنافس أفضلية كبيرة، ببساطة لأن الخط الخلفي لفريق لوبيتيجي يبقى أضعف خطوطه (وهو أمر سنتحدث عنه بإسهاب في ما سيأتي من هذا المقال).

في رأيي.. سيكون التوازن الدفاعي أبرز مهمة تنتظر لوبيتيجي في هذه المباراة، وإن تمكّن ريال مدريد من استرجاع تلك الخصلة، فإنه سيكون قد استعاد جزءاً مهماً جداً من قوته وسيتمكن حينها من محاصرة الروخي بلانكوس لفترات أطول من المباراة في مناطقهم.

طمر الأخطاء الدفاعية:

لم تعد المشاكل الدفاعية التي يعاني منها ريال مدريد سراً يخفى على أحد، فالقاصي والداني تابع كيف تلقى الفريق الملكي أهدافاً بالجملة منذ بداية الموسم سواءً في كأس السوبر الأوروبي أو الدوري الإسباني، والسبب الأول بالنسبة لي هو تهور سيرجيو راموس أحياناً ومعاناة رفاييل فاران على الصعيد البدني أحياناً أخرى، فتجد الأول يتسبب في أخطاء ساذجة وينساق وراء نزواته الهجومية بشكل كبير، بينما يجد الثاني صعوبات جمة فيما يخص التعامل مع إخراج الكرة من مناطق الميرينجي.

أما النقطة الثانية فهي تتعلق بضعف ظهيري الجنب مارسيلو وكارفاخال، وعدم إجادتهما للدفاع والهجوم في آن واحد .. ربما يتم حل الأمر نسبياً على الجانب الأيسر بعد إصابة مارسيلو الذي كان يكتفي في هذا الموسم بأداء هجومي جيد مقابل وجه دفاعي شاحب، وذلك لأن ناتشو فيرنانديز أفضل حالاً على المستوى الدفاعي، لكن ظهر جلياً أيضاً أن كارفاخال ظهير ضعيف في مسألة البينيات التي تُلعب من خلف ظهره وهو أمر جد خطير على ريال مدريد.

لوبيتييجي سيكون مطالباً بتحديد مكامن الخلل دفاعياً من أجل إخفائها وطمرها، والحقيقة أن الأروقة باتت المنفذ الأول للخصوم نحو مناطق الفريق الملكي، فالأمر يعود لطريقة انتشار اللاعبين على أرضية الميدان أكثر بكثير من جودة الأظهرة أو قدرتهم على القيام بالواجبات الدفاعية بشكل جيد..صحيح، قد لا تكون المهام الدفاعية هي المفضلة لأظهرة ريال مدريد، لكن أجنحة الروخي بلانكوس تملك ما يكفي من السرعة والمهارة لخلق مشاكل كبيرة للمرينجي في هذا الشق، وعلى الفريق أن يكون حذراً جداً خاصة أثناء المرتدات.

تفادي إنهاك اللاعبين:

الجميع شاهد تراجع رفاق سيرجيو راموس في الجانب البدني أمام إشبيلية، فالفريق لم يكن قادراً على الأداء بتلك الحيوية التي كان عليها في مباراة روما مثلاً، فأرجع خطوطه نوعاً ما للخلف، وأصبح بالكاد قادراً على الارتداد، وأعطى الفريق الأندلسي الفرصة لتوسيع رقعة الملعب وخلق مساحات في خطه الخلفي وهو أمر منح أصحاب الأرض حينها نتيجة الانتصار بكل أريحية.

الفتور البدني للاعبي ريال مدريد في الديربي سيعني بكل تأكيد انهيارهم، فهم سيواجهون فريقاً يعتمد قبل كل شيء على القوة البدنية وسرعة الارتداد، وهي أشياء تحتاج لطراوة بدنية كبيرة من أجل القضاء عليها، وسيكون لوبيتيجي مسؤولاً على عدم إنهاك عناصره ومفاتيح لعبه، حتى يصل إلى الأمتار الأخيرة من المباراة، وهو في أتم الجاهزية لمناطحة الروخي بلانكوس.

يمكنك أيضاً مشاهدة: سيموني يتحدث عن أداء ريال مدريد بدون رونالدو