يعد ريال مدريد الإسباني من أبرز الأندية النادرة التي فرضت سيطرتها وسطوتها على كرة القدم الأوروبية والعالمية ، على اعتبار أنه الأكثر إحرازاً للقب الليجا الإسبانية (33 مرة) ودوري أبطال أوروبا (12 مرة) إضافة إلى عشرات الألقاب في كأس الملك والسوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية وغيرها من البطولات .. بيد أن هذه الإنجازات لم تتحقق بلاعبين عاديين ، ففريق العاصمة الإسبانية ضم ولا يزال ، أفضل لاعبي العالم الذين تحولوا إلى أساطير وأيقونات في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى في العالم .

ويرتكز ريال مدريد “حالياً” بشكل كبير على مهاجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو بصفته ماكينة حقيقية للأهداف ، بيد أنه قبل أزيد من ربع قرن تقريباً ، كان المكسيكي هوجو سانشيز محبوب جماهير ملعب سانتياجو بيرنابيو ، وكم من الحناجر أتعب بترديدها الدائم والمُتكرّر لكلمة (هدف) .

ويُعتبر سانشيز مهاجماً فريداً وذو علاقة وطيدة بالأهداف تدعمها الأرقام التي أثبتت أن اللاعب كان واحد من أفضل المهاجمين في تاريخ نادي ريال مدريد ، وقد عاش مع الفريق واحدة من حقباته الذهبية ، ومازال جماهير الفريق الملكي يتذكرون هجماته البهلوانية وقفزاته الاحتفالية وبراعته في الكرات الهوائية .

ووصل هوجو سانشيز إلى ريال مدريد قادماً من جاره أتليتكو مدريد في عام 1985 ، وبدأ بإظهار مهاراته في زيارة شباك الخصوم ليحقق الانتصارات تلو الأخرى ، وانتهى موسمه الأول بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي وبلقب الدوري الإسباني ، وتوج بجائزة هداف تلك النسخة برصيد 22 هدفاً ، وكانت تلك البداية فقط في قائمة طويلة من النجاحات .

وأحرز ريال مدريد ، بفضل فعالية المكسيكي ، خمسة ألقاب متتالية في الدوري الإسباني ، وكان النادي الملكي المهمين الأساسي على كرة القدم محلياً ، وبلغ على الصعيد الأوروبي الدور نصف النهائي ، وإن كانت النتائج إيجابية على الصعيد العام للفريق ، فإنها كانت كذلك على الصعيد الشخصي للاعب ، حيث حصل على أربعة جوائز (بيتشيتشي) مع الفريق الأبيض ، لينصب نفسه أحد أفضل مهاجمي الليجا الإسبانية على مر التاريخ .

ويكفي أن نختم هذا المقال بحديث يوهان كرويف عن الأيقونة المكسيكية : ” كان هوجو سانشيز أفضل من يقوم بخلق المساحات لنفسه .. كروياً ربما لم تكن لتراه ولكنه كان يظهر فجأة ليسجل ولتتساءل بعدها من أي مكان ملعون قد خرج ؟ لم يره أحد لأنه كان متميزاً في خلق المساحات ، روماريو أيضا كان أكثر تعقيداً ، كان يبدأ اللعبة وينهيها ، لكن هوغو ، ولا أعرف كيف ، كان يتحرك فجأة ويغافل الدفاع ويستغل الثغرات ليسجل .. كان يخلق مساحته الخاصة باختصار ” .