رحلة فى أروقة البيت الأبيض .. متكامل أم منقوص؟

عمر حامد 14:03 01/10/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قبل ثلاثة اشهر لو سألت أى محلل أو متابع أو حتى مبتدأ من هو الفريق الأكثر تكاملا ، و قوة من دون أى تفكير سيجيبك بكلمة من مقطعين ( ريال مدريد ) ، ولو أجاب بغير ذلك سوف تسأل أين عقله هذا لا يفقه شئ فى كرة القدم ، ببساطة لأن هناك شخص رائع و كلمة رائع هنا ليست كافية بل هى تلخص الحالة التى أوصل ريال مدريد لها ، هذا الرائع هو زيزو.

    قبل ان يتولى زيدان مهمة قيادة الفريق الأول لريال مدريد كان الكل يسأل متى سيرحل بنيتيز متى سيكف بيريز عن دعمه و هل سيرحل بيريز بعد حملة الأنتقادات الواسعة جدا التى نالها ربان السفينة الملكية آن ذاك ، ولكن بعدها اتى رجل مع نفس الرئيس و نفس المسئولين و نفس الآعبين و صنع المعجزة ، وحول الأمر من فريق مهلهل و محط سخرية العالم أجمع ، الى بطل دورى أبطال أوروبا ، هذا هو الكبير هذا هو زين الدين زيدان .

    العامل الأهم:

    لعل أبرز العوامل التى ساهمت فى هذا النجاح الباهر الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ كرة القدم الحديث و المتمثل فى الفوز مرتين على التوالى بدورى أبطال أوروبا و هى البطولة الأعظم و الأعرق فى القارة العجوز ابرزه :

    عمق التشكيل و القدرة على إيجاد فريق ثانى أو فريق ب كما يلقبه البعض ، لا يهم من يصاب ولا يهم من ليس فى يومه فبيدله جاهز و على أتم الإستعداد للمواجهة والظفر بالإعجاب و الثناء من الجميع.

    فى الموسم الماضى موسم 2017 كان ريال مدريد يريح لاعبيه الأساسين فى بطولة الدورى بشكل كبير و هذا ما جنى ثماره فى دورى أبطال أوروبا حيث سحق كل من واجهه و أظهر قوة بدنية وتكتيكية عظيمة ، فحقق إنجاز لم يحققه النادى منذ زمن بعيد و هو الفوز بثنائية الدورى و دورى الأبطال فى موسم واحد.

    مشكلة تكتيكية مستمرة :

    DK_ygCSW4AAMGX1

    هناك مشكلة لطالما عانى  منها ريال مدريد بشكل ملفت جدا وهى ” حالة التراخى ” ، حالة التراخى والآ مبالآه التى تصيب الآعبين فى بعض فترات المباراة ، أو البداية بشكل سئ و عدم الدخول فى أجواء المباراة سريعا والذى جعل ريال مدريد لا يلعب مباراة كاملة بشكل جيد و يصعب الأمور على نفسه و على جماهيره و يحرق الأعصاب فى مباريات فى المتناول بالرغم من انه يستطيع تجنب هذا بكل سهولة وهذا عيب تكتيكى واضح ، وترتب عليه الكثير من المباريات التى فقد ريال مدريد فيها النقاط فى الموسمين الماضى والحالى ولعل أبرز مثال مباراة ليفانتى هذا الموسم ومباراة فالنسيا فى المستايا الموسم الماضى ، حيث البداية السيئة والدخول بتشكيل غريب فى مباراة ليفانتى و تراخى من الآعبين حيث شعروا بسهولة المباراة و ترتب على هذا فقدان النقاط و فارق أربعة نقاط عن برشلونة فى أول ثلاث جولات ، ومثال آخر مباراتى إشبيلية و أتليتيكو مدريد العام الماضى حيث حالة التراخى الغير مبررة والغير مفهومة فى مباراتين كان بالإمكان انهائهم بشكل سهل جدا ، فكلف الريال فقدان نقاط كادت ان تكلفه بطولة الدورى فى نهاية الموسم .

    الإنتقالات الصيفية :

    إنتقادات كثيرة واجهة إنتقالات ريال مدريد الصيفية هذا الموسم ، فرحل عن الفريق لآعبين مهمين جدا كعمق أمثال : ( بيبى ، خاميس ، موراتا ، دانيلو ، ماريانو دياز ، كونتراو ) ، واشترى بدلا منهم : ( ثيو هيرناديز ، دانى سيبايوس ) ، وعاد من الإعارة : ( خيسوس فاييخو ، دييجو يورينتى ، بورخا مايورال ) ، وتم تصعيد الناشئين : ( أشرف حكيمى ، لوكا زيدان ).

    إذا نظرنا بشكل عام للتعويضات فستجد أنها مرضية و تضيف عمق للتشكيل بشكل كبير ، ولكن إذا نظرت لها بشكل فنى فستجد أن كل هؤلاء الآعبين الشباب يفتقدون للخبرة فهذا طبيعى للآعبين فى بداية مشوارهم الكروى ، وإذا نظرت للأسماء التى رحلت فستجد أنهم لآعبين خبرتهم كبيرة و واسعة بإستثناء مريانو و لعبوا العديد من البطولات الكبيرة مع الفرق و المنتخبات و يستطيعوا تعويض أى لاعب اساسى يغيب بشكل جيد جدا وهذا سبب قوتهم و إضافتهم الإيجابية التى كانوا يقدموها بشكل دائم للفريق كلما شاركوا ونالوا الفرصة.

    المخاطرة :

    زين الدين زيدان

    زين الدين زيدان

    ريال مدريد هذا الموسم يخاطر بشكل كبير ، فعدم جلب أسماء كبيرة كالتى رحلت و عدم جلب مهاجم ثانى بدلا من موراتا و ماريانو والإعتماد فقط على بورخا مايورال بديلا لبنزيما هو أمر خطير ، والناشئ أشرف حكيمى الذى لا يعلم أحد هل سيكون أهلا لتعويض كارفخال ، فدانيلو و برغم الإنتقادات التى كان يتلقاها فكان يقوم بالعديد من المباريات الرائعة والكبيرة مع الفريق و أبرزهم نهائى دورى الأبطال 2016 و العديد من المباريات التى كان يشارك فيها فى الدورى الاسبانى العام الماضى ، و هل سيعوض فاييخو بيبى المدافع القوى والصلب الذى كان يقدم روحه فى الملعب من أجل ريال مدريد ؟ ، فكل الأسماء التى إنتدبها ريال مدريد سواء كانت شراء أو تصعيد أو عودة من إعارة جميعهم مخاطرة كبيرة ، أستطيع أن أشبهها بفاكهة البطيخ التى لا تعلم ما بداخلها عندما تقوم بفتحها .

    هل الإدارة هى السبب ؟ :

    فى تصريحين مهمين جدا لزيدان فى سوق الأنتقالات الصيفية الماضى والقبل الماضى قال : ” كنا نريد التعاقد بوجبا لكن الصفقة وصلت إلى حد لم نستطيع مجاراته ” ، وآخر قال ” كنا نريد مبابى ولكن هو اختار الذهاب إلى باريس المدينة التى فضل التواجد فيها لأنه ولد بها والوقت لم يسعفنا للتعاقد مع مهاجم آخر ولكننى سعيد بالتشكيلة التى أمتلكها ” ، وهذا دليل واضح على رغبات غير مجابة لزيدان ، وإنصياع واضح وعدم خلق أي مشكلة على سوق إنتقالات لم يحقق فيه ما تمناه ، فهل هذا فشل للأدارة فى تلبية رغبات زيدان وعدم القدرة على إقناع الآعبين وجلبهم له وكما قال بيريز اكثر من مرة ” لا نحتاج لتعاقدات ” وهذا عكس ما قاله المدرب بسيعهم لتعاقدات لم تتم ؟ ، أم هذه مشكلة زيدان أنه لم يلح لرغباته رضخ و سلم للأدارة لكى لا يعادوه وقال على الملأ أنه يمتلك أفضل تشكيل فى العالم وأن الإنتقالات لم تؤثر على الفريق وأنه يملك البدائل ؟ .

    الموسم طويل ولازال فى بدايته فلا أحد يعلم ما سيحدث لريال مدريد أو للمنافسين المباشرين له ، ولكن ما نستطيع أن نتفق عليه أنها مخاطرة كبيرة جدا يقودها زيدان وبيريز هذا العام و بعض المشاكل التكتيكية التى يجب حلها ، فهل سينجح أم سنرى الأنتقادات الكبيرة فى النهاية على سوق إنتقالات سيصفه العديد بالفاشل و السبب فى الإخفاق ؟ … سنرى