تميز القدرة على حسم البطولات والمباريات الكبرى بين مدرب وآخر، فهناك من هو قادر على التعامل مع أي نوع من الضغوط يتعرض له سواء ضغط جماهيري أو ضغط قوة منافس أو ضغط البطولة في حد ذاتها.

والآن وقبل ساعات من نهائي كأس الخليج "خليجي22" أصبح الرهان الاكبر على ما إذا كان الإسباني خوان لوبيز كارو المدير الفني للأخضر السعودي قادرا على حصد اللقب، بل أن الرهان على ما إذا كان لوبيز هو رجل المرحلة أم لا.

فالمدير الفني الإسباني لا يبدو مقنعا إلى حد ما بالنسبة لكثير من المحللين السعوديين وينضم إليها بعض الآراء في الشارع الرياضي السعودي.

لوبيز يحاول تقديم صورة مميزة للمنتخب السعودي ولكن بطولة خليجي 22 لا تعد المحك الحقيقي، فالمستويات لا تقارن بأمم آسيا 2015، وربما يكون من الخطأ – حال فوز الأخضر بالبطولة – التأكد من الجاهزية الفنية لمواجهة مستويات أقوى في البطولة القارية.

لكن ما يدور في عقل لوبيز هو ما سيكون له الحسم في مباراة النهائي أمام قطر، فكيف يفكر المدرب الإسباني بشأن تلك المباراة؟ وماذا يخطط لإيقاف خطورة لاعبي العنابي؟

في السياق التالي نحاول التعرف على ما يدور بعقل المدرب الاسباني.. فمن الوارد أن يكون السيناريو الذي يميل إليه هو اللعب بنفس الطريقة التي خاض بها مباراة الإمارات.. مباراة مفتوحة وفرص ضائعة، ولكن في المقابل عليه أن يدرك أن الدفاع ربما يعاني، فقد اهتزت الشباك السعودية 3 مرات خلال النسخة الحالية من البطولة.

طريقة اللعب المفتوحة ربما تضمن للشكل الهجومي السعودي الاحتفاظ بفعاليته وخطورته، لكن في المقابل كيف سيتعامل مع الهجوم المعاكس القطري السريع والخطير.

الأمر الآخر هو أن يلعب لوبيز مباراة مغلقة من حيث إغلاق الاطراف والمحاور واللعب على خطف هدف بين الحين والآخر خلال المباراة لاسيما في الشوط الثاني حتى تزداد مهمة قطر صعوبة.

وفي سبيل ذلك فإن عليه أن يضمن قيام لاعبيه المهاجمين بدور دفاعي أكبر أو الميل لنصف الملعب ومساندة لاعبي الوسط وحتى المدافعين في الهجمات القطرية.

سيناريو ثالث لو كان يفكر به لوبيز ربما يقترب أكثر من اللقب، وهو أن يلعب بمرونة تكتيكية بحيث يعدل خطته وفقا لمتطلبات المباراة، فمن الممكن أن يلعب بتأمين دفاعي وادخار جهد لاعبيه بشكل كبير حتى الثلث الأخير من المباراة لينتفض ويشن هجماته بشكل منظم ومحسوب مستغلا تراجع المستوى البدني للمنافس.

واذا استطاع لوبيز التحكم في توزيع جهد لاعبيه خلال المباراة فإنه بذلك يضمن أقصى مستوى من المرونة التكتيكية وتكون التبديلات محسوبة للغاية.

الخلاصة هو أن اللقب مرهون بما يقدمه اللاعبون وستكون البطولة بين أقدام لاعبي الفريقين، لكن الجهد المبذول أياض خارج الخطوط له دور بالغ التأثير في تحويل وجهة خليجي 22 ما بين البقاء في الرياض أو الانتقال للدوحة.