الرياضة في شبكات التواصل .. كوارث مستمرة

محمد السعدي 18:37 19/08/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أصبح العالم قرية صغيرة بفضل التطور التقني والثورة المعلوماتية التي اجتاحت الكرة الأرضية .فقد كسرت الحدود و قربت المسافات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل الوجه الأبرز للتقدم العلمي السريع والمتلاحق الذي طرأ على تقنيات الاتصال والإعلام إذ أصبحت أكثر سهولة وتنوعاً وشمولاً لجميع نواحي الحياة بما فيها الرياضة.

    ظهر مصطلح الإعلام الاجتماعي أول مرة في عام 2004 ،وعرفه معجم ويبستر بأنه”أشكال الاتصال الإلكترونية التي تمكن المستخدمين من إنشاء المجتمعات المحلية على شبكة الإنترنت لتبادل المعلومات ،الأفكار والرسائل الشخصية”.

    دخل الإعلام الاجتماعي العالم العربي من أوسع أبوابه ،وأصبح إحد ركائز الحياة اليومية في الدول العربية ،كما لعب دوراً هاماً في خلق وتوجيه الميول والانتماءات الكروية لدى شريحة كبيرة من النسيج الاجتماعي العربي الشغوف بكرة القدم إلى حد الهيام.

    تربعت الساحرة المستديرة على عرش الفضاء الافتراضي الرقمي العربي بمنصاته المتعددة كمواقع (فيس بوك ،تويتر و يوتوب ) وهي المواقع الأكثر إستخداماً في الدول العربية،وبإلقاء نظرة قريبة ومتمعنة على واقع الإعلام الاجتماعي الرياضي  العربي نجد أنه بات مليئاً بكثير من السلبيات ،وأضحى بيئة خصبة لانتشار الكثير من الظواهر الدخيلة على ثقافتنا العربية.

    تجذرت السلبيات في شبكات التواصل ،وتحولت إلى آفة انتشرت كالنار في الهشيم ،وغزت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي العربية فحولتها إلى حلبات مبارزة افتراضية داخل فضاء الشبكة العنكبوتية المتشعبة في حنايا البلدان الناطقة بلغة الضاد،ورغم أنها ظاهرة عالمية ، إلا أنها تحولت إلى موضة عربية تجاوزت المألوف في بعض الأحيان.

    سلبيات الإعلام الرياضي على شبكات التواصل:

    _تحول بعض صفحات مواقع الإعلام الاجتماعي إلى منصات لإطلاق صواريخ كلامية ،وتفريغ مكبوتات وكوامن تكون مسيئة للبعض خصوصاً جماهير الفريق المنافس بسبب نقص الإحترافية والموضوعية عند بعض المتابعين الذين يجدون في فضاء العالم الرقمي وسيلة لإيصال أصواتهم بطريق غير لائقة في معظم الأحيان.

    • أصبحت بعض وسائل الإعلام الإجتماعي حلبات مصارعة كلامية تتبادل عليها الشتائم والكلمات البذيئة.
    • (عدو عدوي صديقي )مبدأ يمارسه بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي ،فنجدهم يشجعون ويتابعون  أي فريق يلعب ضد خصم فريقهم المفضل كرهاً به،ويحتفلون بخسارة عدوهم اللدود في أي مباراة  فالمهم هو خسارة المنافس.
    • (ملكي أكثر من الملك )مصطلح يطلق على بعض المشجعين المتعصبين الذين قد يصل بهم الغلو في التشجيع مأخذه، وما أكثرهم في عالمنا العربي.
    • نتسائل متى سيصبح المشجع العربي ناقداً بناءاً وصاحب ثقافة تقبل الهزيمة واحترام الرأي الآخر؟.
    • كثيراً ما نقرأ في الردود على منشورات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي  العربية ردوداً وتعليقات خارجة عن نطاق الأدب ،بعضها يتهم الآخرين بالغباء أحياناً،وبعضها الآخر يصل إلى حد التجريح وإهانة الآخرين.

    رغم كل السلبيات المنتشرة على مواقع التواصل الناطقة بالعربية ،إلا أن هذه المواقع كانت ولا تزال تمثل شريان حياة حيوي لمجتمعاتنا وأهمها الرياضي ،فوجود السلبيات لا يلغي وجود الإيجابيات  ،كما أن هذه الشبكات أصبحت الطريق الأسهل للحصول على الأخبار و متابعة الأحداث الرياضية ،وبعض صفحات المواقع الإجتماعية تزخر بالمعلومات القيمة و النادرة عن الرياضات بما فيها كرة القدم ،والرياضة فن وذوق وأخلاق قبل كل شيء، ووجود بعض الإساءات لا يلغي وجود شريحة واسعة من الجماهير الراقية في عالمنا العربي قدمت ولا تزال دروساً في عشق الرياضة و جمالية التشجيع على صفحات شبكات التواصل.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    كلمات مفتاحية