إقالة يارديم .. موناكو سيكون الخاسر الأكبر

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تشير التقارير الصحفية لقرب إنتهاء علاقة نادي موناكو الفرنسي بمدربه البرتغالي ليوناردو يارديم بعد أكثر من 4 سنوات من النجاحات سويا في مهمة أعتبرها البعض الأصعب لأي مدرب في الساحة الأوروبية ويارديم كان دائما ناجح بإمتياز

    يعتبرها البعض ظلما للمدرب وإمكانياته الكبيرة والتي تم حصرها في الدوري الفرنسي رفقة فريق قرر إعتماد سياسة إنتاجية وليست إستهلاكية في عالم كرة القدم، إدارة النادي الفرنسي التي بدأت مهمتها مع الفريق في 2011 بشراء النجوم وإعادة موناكو مرة أخرى إلى الدرجة الأولى الفرنسية لتمثيل الإمارة الصغيرة بشكل مشرف قررت بوصول يارديم تحويل سياستها إلى إستقطاب الشباب وإعادة بيعهم

    من الأفضل لهذه المهمة؟ الأختيار كان على ليوناردو يارديم البرتغالي الذي لم يلعب كرة القدم سابقا وبدأ مسيرته التدريبية كمدير فني بعمر ال27 عاما ببلده البرتغالي والتي لم يولد بها فقد كان مولده في برشلونة، لا ليست الإسبانية وإنما بفينزويلا بأمريكا اللاتينية

    كان يارديم قد أنتهى لتوه من مهمة مميزة مع فريق سبورتينج لشبونه عندما تم تسليمه نادي مليئ بالأسماء الشابة لقيادته في البرتغال ونجح في قيادتهم لإحتلال المركز الثاني في موسمه الأول معهم والذي كان الأخير فقد قام بتقديم إستقالته من أجل الذهاب إلى مشروع نادي الإمارة الفرنسية والذي كان يبحث عن قائد جديد بعد أن تم إقالة المدير الفني السابق كلاوديو رانيري الذي وضع حجر الأساس

    وصل يارديم إلى الفريق الذي يمثل الإمارة الفرنسية الصغيرة، هناك ملعب الفريق صغير في الحجم وعدد سكان الإمارة أصغر لذلك لا يمكن الحصول على مكاسب مادية من تلك الناحية، البطولات الفرنسية ليست بتلك القوة المادية وهناك عملاق يدعى باريس سان جيرمان يلتهب الأخضر واليابس لذلك الإتجاه في النادي كان إستثماريا

    في السيرة الذاتية لمالك النادي ديمتري ريبولوفليف يقول

    من وجهة نظري الجوانب الإقتصادية ستتفوق دائما على الجانب الرياضي

    كان يارديم عى علم بذلك لذى لم يتجرأ يوما ويخرج ليتهم إدارة فريقه بتعطيل مسيرة نجاحاته وإنتصاراته ببيعها الدائم لنجوم الفريق أولا بأول وتعويضهم بأسماء شابة صغيرة تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد من أجل إيصالهم إلى القمة قبل أن يتم بيعهم مرة أخرى لتحقيق المكاسب المادية وهكذا

    نجح يارديم في مهمته طوال مواسم أربعة سابقة، ربما حقق نجاحا أكثر مما توقع وذلك عندما وجد نفسه يقف فوق منصة التتويج ويرفع لقب الدوري موسم 2016-2017 بعد أن أنتزع اللقب من باريس سان جيرمان ومدربه أوناي إيمري الذي كان قد وصل لتوه من إشبيليه الإسباني

    لم يهتم الكثير بهذا الإنجاز، ربما لأن جمهور موناكو نفسه لم يتجاوز حضوره ال9 آلاف متفرج في المباراة الواحدة على ملعب الفريق أو لأن الإهتمام كله كان ينصب دائما على نجوم باريس سان جيرمان فكانت الأخبار تكتب بصيغة خسر باريس وليس فاز موناكو

    الأكيد أن ما أستحوذ على أهتمام الصحف حول العالم ذاك الموسم لم يكن إنجاز موناكو وإنما مهاجم الفريق الشاب كيليان مبابي صاحب ال15 هدف في ذاك الموسم، إنجاز لم يرتبط كثيرا بيارديم وموناكو حيث رحل اللاعب الصغير مباشرة إلى باريس سان جيرمان أيضا بنهاية ذاك الموسم

    رحل مبابي رفقة بيرناردو سيلفا وتيموثي باكايوكو وبنيامين مندي بنهاية ذاك الموسم الأسطوري ليتفرغ موناكو من نجومه في النهاية ويعود يارديم لبناء فريق جديد وإنتاج نجوم من أجل أن تبيعها إدارة الفريق

    تم بيع الكثير من نجوم الفريق أيضا الصيف الماضي رحل توماس ليمار وفابينهو ورشيد غزال والخبير جواو موتينيو وقبلهم أنطونيو مارسيال وجيوفري كوندوجبيا ولافين كرزاوا ويانيك كاراسكو وأيمن عبد النور إضافة إلى العديد من الأسماء الشابة الأخرى التي لم تحصل على فرصة للظهور كسابقيهم

    كل هذه الأسماء نجحت بفضل يارديم وطريقة إدارته للفريق لذلك عندما تقرأها تشعر بأن موناكو كان قويا بالفعل ويارديم أكتفى برص الأحجار بجانب بعضها البعض وهو خطأ فلولا يارديم لما أصبح هؤلاء اللاعبين نجوما تتنافس الأندية الأوروبية الكبرى للحصول عليها، في حديث صحفي له مع موقع فور فور تو قال

    من المهم أن تتعامل مع اللاعبين بطريقة مختلفة طبقا لشخصية اللاعب

    لتطوير مستوى بعض اللاعبين تحتاج إلى تشجيعهم وهناك أخرون تحتاج إلى إنتقادهم من أجل الحصول على رد فعل إيجابي منهم

    لذلك لم يفشل يارديم مع أحد ولا يوجد من أنتقد أسلوبه فدائما كان محبوبا من اللاعبيه، لاعب مانشستر سيتي بيرناردو سيلفا قال لصحيفة ريكورد

    أنا فخور لأني لعبت وتدربت تحت يد ليوناردو يارديم

    هناك تعلمت كل شيء معه ولعبت في مستوى أعلى وبدأت لعب في دوري أبطال أوروبا

    أريد أن أشكره على كل ما قدمه لي

    حقق يارديم لقب وحيد وحافظ لموناكو على تواجده الدائم في مقدمة الدوري الفرنسي والحفاظ على مقعده في دوري أبطال أوروبا بل وحقق الإنجازات بوصوله لنصف النهائي في مرة وإقصاء مانشستر سيتي بمدربه بيب جوارديولا من البطولة في طريقه

    هل سيرحل يارديم عن موناكو؟ طبقا للصحافة الفرنسية والأوروبية صاحب ال44 عاما قد تكون تلك أيامه الأخيرة مع الفريق، إدارة النادي يبدو أنها قد قررت أن يارديم قد قدم كل ما لديه للفريق وأصبح غير قادر على التطوير أكثر، التغير مطلوب في بعض الأحيان من أجل إنعاش الفريق الذي دخل في غيبوبة كروية منذ بداية الموسم

    من الخاسر الأكبر؟ ليس يارديم بالتأكيد، ما قدمه مع النادي الفرنسي كان أسطوريا طوال الأربعة سنوات وأكثر، طوال مسيرة يارديم أشتهر بقدراته على الجمع بين تطوير المواهب الشابة والمنافسة على الألقاب

    لم تتاح له فرصا كثيرة للفوز ورفع الكؤوس والبطولات رغم أن لقبه الأول كمدرب حققه وهو لم يبلغ ال27 عاما من عمره عندما قاد فريقه المحلي كاماتشا للفوز بكأس ماديرا، أضاف إليه بطولة دوري وكأس في اليونان بجانب الدوري الفرنسي مع موناكو

    ستكون فرصة ليارديم لتغير مكانه والذهاب للعمل في بيئة جديدة قد تتوافر فيها إمكانيات أكثر لا يحتاج خلالها لبيع نجومه كل موسم والبدء من الصفر وهناك قد يبدأ صاحب ال44 عاما في صعود سلم المجد ليضع نفسه وسط عظماء التدريب، مكانه يستحقها لما يقدمه تدريبيا أينما حل

    الخاسر سيكون موناكو الذي سيكون عليه أولا البحث عن مدرب يستطيع القيام بأدوار يارديم في بناء الأندية من الصفر ولديه الخبرة الكافية في الدوري الفرنسي، رحلة بحث ستكون صعبة وقد يدخل النادي معها دوامة من التراجع والخسائر الإقتصادية بسبب التراجع الفني

    والنقطة الثانية ستكون في قدرة المدرب على الحفاظ على مكان فريقه في أعلى الجدول والحفاظ على مقعد الفريق في دوري أبطال أوروبا كل موسم وهو ما كان يدر أموالا أكثر على خزائن الفريق خصوصا مع قدرة يارديم على قيادة الفريق لما هو أبعد من دوري المجموعات

    لن يخسر يارديم شيئا فالمدرب البرتغالي قد صنع لنفسه أسما اوروبيا ستتنافس الأندية الكبرى للحصول على خدماته بينما موناكو سيكون مستقبله مبهما ما بين تجارب تدريبية قد تفشل أو نجاح لا يقارب المعجزات التي حققها يارديم رفقة الفريق

    إقالة يارديم تبدو قرارا متسرعا إن تم كما هو متوقع في الساعات المقبلة خصوصا أنها الكبوة الأولى لموناكو معه منذ وصوله مدربها لهم وعدم إعطاءه الوقت للخروج منها لن يتضرر منه سوى موناكو فقط