ليست الصحف وحدها من قالت أن نيمار رحل عن برشلونة للخروج من ظل ليونيل ميسي، بل اعترف بذلك داني ألفيس أيضاً قبل بضعة أيام عندما أكد على أن مواطنه كان بحاجة ليلعب لفريق آخر لا يضم لاعب بإمكانيات البرغوث لكي يبرز بشكل أكبر ويثبت للعالم أنه يستحق الكرة الذهبية.

نيمار قرر الخروج من ظل ميسي، لكنه اصطدم بعباءة كريستيانو رونالدو الذي صنع الفارق في مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان وقاد فريقه للفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم، واضعاً قدم في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

لو قارنا أرقام نيمار ورونالدو في مباراة اليوم، سنجد أن النجم البرازيلي تفوق في كل شيء، المراوغات، التمريرات، صناعة الفرص، السرعة، لكن بالنهاية لم ينجح بالتفوق على رونالدو على الصعيد الذهني، باختصار، الدون يعرف كي يسجل ويفوز، وهو ما افتقر إليه نيمار عند وقت الحسم.

لكي تصبح اللاعب الأفضل في العالم، عليك أن تؤدي المطلوب منك بأفضل صورة ممكنة، الأمر بهذه البساطة، المدافع يجب أن يقطع الكرات ويتمركز بشكل سليم، لاعب خط الوسط مطلب منه ضبط الإيقاع وتمويل زملائه بالتمريرات، المهاجم يجب أن يسجل ويقدم التمريرات الحاسمة، فهو المسؤول عن ما يسمى بالحسم.

التسجيل بشكل مستمر وفي المباريات الكبيرة يتطلب عقلية مختلفة، عقلية لا يمتلكها أحد باستثناء كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بغض النظر عن أسلوبهما في اللعب، نيمار كان قريباً منهما في الفترة الأخيرة، لكنه فشل بشكل ذريع في أهم مباراة لفريقه هذا الموسم.

نيمار قام اليوم بـ13 مراوغة ناجحة في المباراة، بالتأكيد هو رقم مرعب ولم يسبق لأي لاعب أن وصل إليه في دوري الأبطال هذا الموسم حتى ميسي نفسه، لكن في الوقت ذاته يوضح هذا الرقم إلى مدى الفردية التي يلعب بها نجم برشلونة السابق، فتشعر دائماً أنه يثق بنفسه أكثر من زملائه.

في الحقيقة نيمار لم يخرج من عباءة ميسي من الأساس، واكتوى اليوم بشمس رونالدو، ولن يستطيع الهروب من نجوميتها الطاغية إلا في حال قرر أن يصبح مثلهما، بالالتزام، العزيمة، أسلوب الحياة، اللعب المباشر، فالفكرة ليست مع أي فريق تلعب، بل كيف تلعب.

فيديو مهم بريميرليج 360..إضاءات على الجولة 27