فيرناندينيو ليس بوسكيتس يا جوارديولا .. وصلاح ما ينقص مانشستر سيتي

رامي جرادات 01:01 05/04/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتهت مواجهة القمة التي جمعت مانشستر سيتي ومضيفه ليفربول على ملعب أنفيلد رود بفوز الأخير بثلاثية نظيفة أحرزها محمد صلاح، تشامبرلين وساديو ماني خلال الشوط الأول، وذلك في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

    ليفربول دخل المباراة مرتبكاً في الخمس دقائق الأول، لكن سرعان ما استعاد توازنه، وجاء هدف محمد صلاح ليريح أعصاب اللاعبين بشكل أكبر، ومنحهم الثقة التي يحتاجونها لتهديد مرمى مانشستر سيتي مراراً وتكراراً، في حين عجز بيب جوارديولا أمام خطط يورجن كلوب طوال التسعين دقيقة رغم محاولاته اليائسة بالتبديلات والتحولات التكتيكية.

    فيرناندينيو ليس بوسكيتس

    الخطأ الذي لا يتوقف بيب جوارديولا عن ارتكابه في المباريات الكبيرة مع مانشستر سيتي سواء في الموسم الماضي أو الموسم الحالي، وهو الاعتماد على فيرناندينيو في عملية إخراج الكرة من الخلف دون مساعدة من لاعبي المحور في خط الوسط.

    فيرناندينيو عانى بشكل وضح من ضغط ليفربول في الشوط الأول، حتى أن زملائه يعرفون أنه لا يجيد استلام الكرة تحت الضغط، وكانوا يتجنبون تمرير الكرة له في الكثير من المناسبات، وهو ما تسبب في إفساد هجمات مانشستر سيتي قبل أن تبدأ، فالنجم البرازيلي ربما يكون لاعب خط وسط بارع بافتكاك الكرة أو التمرير، لكنه لا يملك مكر بوسكيتس بإخراج الكرة تحت الضغط.

    بيب حل هذه المعضلة في الشوط الثاني بعد أن أمر جوندوجان بالعودة لاستلام الكرة، وبعد خروجه تكفل دي بروين بهذه المهمة مع فيرناندينيو، لكن هذا لم يؤثر بشيء لأن ليفربول قرر التراجع للخلف والدفاع بمناطقه بعد الثلاثية.

    محمد صلاح صنع الفارق حرفياً .. وهو ما يحتاجه السيتي

    الفكرة ليست بالمهارات، أو الهدف الذي سجله، فيمكن لأي لاعب أن يسجل مثله، لكن المسألة تعتمد في الأساس على قوة الشخصية، وهيبة اللاعب نفسه، حيث استفاد ليفربول من الشخصية التي أصبح يملكها النجم المصري مؤخراً، والتي تدعمت بمديح وسائل الإعلام والنجوم السابقين طوال الأسابيع الماضية.

    لاعبي ليفربول يعرفون تماماً أنهم يملكون البطل الذي يمكن أن يرجح كفتهم على أي فريق، تماماً مثل كريستيانو رونالدو في ريال مدريد، وليونيل ميسي في برشلونة، وهو ما فعله في مباراة اليوم، بتسجيله هدف، وصناعة آخر، ليقضي على آمال السيتي من الشوط الأول.

    مانشستر سيتي يحتاج للاعب مثل محمد صلاح في مثل هذه المواعيد، فكيفين دي بروين لا يملك هذه الشخصية، وقد أثبت ذلك في مواجهتي ريال مدريد قبل عامين، خصوصاً وأنه أصبح بعيد عن المرمى مع بيب جوارديولا.

    مشكلة المساحات .. إلى متى ؟

    لا يمكن تفسير كيف ظهرت هذه المساحات في مناطق السيتي خلال الشوط الأول، فمن المفترض أن بيب حضر جيداً لهذا اللقاء، خصوصاً وأنه أكثر من يعرف أسلوب يورجن كلوب بالضغط والارتداد السريع، لكن المدرب الإسباني خيب الظنون اليوم وأصر الاعتماد على نقاط قوة فريقه دون النظر إلى ميزات وأسلحة الخصم.

    تشامبرلين أحرز هدف مشابه في مباراة الإياب في الدوري الإنجليزي، يستلم الكرة بأريحية، يهيئ نفسه لتسديد، ثم يسدد دون مضايقة من لاعبي خط الوسط، وسط انشغال المدافعين بمراقبة ثلاثي خط هجوم الريدز.

    كلوب .. أستاذ في التحضير

    دائماً ننتقد كلوب على تدخلاته المتأخرة أو الخاطئة أثناء سير المباريات، لكن عندما يتعلق الأمر بالتحضير لمواجهة كبرى، فهو أستاذ متمرس بذلك، حيث عرف اليوم تماماً كيف ينهك مانشستر سيتي بدنياً، ودرس أيضاً نقاط ضعف مانشستر سيتي بشكل واضح، ولعب عليها طوال التسعين دقيقة.

    كلوب يعلم أن مانشستر سيتي فريق يحاول الضغط في الأمام وليس في الخلف، مما يعني أن إخراج الكرة من الخلف بالنسبة لليفربول ستكون مهمة صعبة للغاية، لذلك فكر بالضغط العالي هو الآخر لاستخلاص الكرة في منتصف الملعب أو في مناطق السيتي لكي تكون المسافة إلى المرمى أقصر.

    كذلك اعتمد إستراتيجية أخرى وهي الحلول الفردية للاعبي خطي الوسط والهجوم من أجل الخروج من المواقف الصعبة، وهو السبب الذي جعله يقحم تشامبرلين في مباراة اليوم، فالحلول الفردية دائماً ما تكون فعالة مع الفرق التي يدربها جوارديولا، لأن اللاعبين يندفعون على حامل الكرة ولا يحاولون تغطية المساحات بهدف افتكاك الكرة بسرعة، ولهذه الطريقة ضريبة،  فإن نجح لاعب الخصم بالمرور ستكون  العواقب وخيمة.

    كلوب دفع بالثلاثي ميلنر وتشامبرلين وهندرسون في خط الوسط لأنه يعلم تماماً أن وجود لاعب وظيفته قطع الكرات مثل فينالدوم لن يفيد بشيء أمام فريق جوارديولا، فهو يحتاج للاعبين يمتازون بالتمرير ويملكون قدرات فردية للتعامل مع الضغط العالي.

    فيديو مهم : مباريات الأربعاء من دوري أبطال أوروبا