بيب جوارديولا

ليس التصريح الأول ولن يكون الأخير على ما يبدو، بيب جوارديولا يفاجئ الجميع بين الحين والآخر بتصريحات توضح أنه لا يرى مانشستر سيتي ضمن كبار أندية أوروبا وإنجلترا في الوقت الحالي، المدرب الإسباني صرح مؤخراً بأن كبار أوروبا مثل برشلونة وبايرن ميونخ لن يقبلوا بالنتائج التي يحققها حالياً وكانوا سيقيلونه من منصبه بعد 6 أشهر فقط في حال حقق نفس النتائج السيئة معهم.

تصريحات جوارديولا لا شك أنها صادمة لعشاق السيتي، صحيح أن المان بلو ليس من كبار أوروبا بالفعل حتى الآن، لكن في السنوات الست الأخيرة لم يكن ينظر له على هذا الأساس، وبمعنى أكثر دقة، مانشستر سيتي كان دائماً من المرشحين لتحقيق الألقاب الكبرى خلال الموسم نظراً لما يملكه من النجوم والإمكانات مما يضعه بين الكبار حتى وإن كان تاريخه صغير وإنجازاته ليست عديدة في الوقت الحالي.

لذلك نتساءل .. ما الذي يريده بيب من هذه التصريحات؟

1- تبرير إخفاقه خلال الموسم. حينما يقول مدرب بأنه لا يتولى تدريب مجموعة مميزة من اللاعبين ولا يقود نادي كبير فهذا يعتبر بالنسبة له تبرير للإخفاق، فمثلاً لن يتم انتقاد رونالد كومان على نتائجه مع إيفرتون في الموسم الحالي لأنه لا يدرب أحد الكبار.

بيب سبق أن لمح أحياناً بأنه لا يملك فريق قوي جداً واستشهد على ذلك بأنه لا يوجد أي من لاعبيه مرشحاً لنيل جائزة أفضل لاعب في إنجلترا، وحينما يضاف لها مسألة أن النادي ليس كبير من الأساس يصبح الإخفاق مبرراً.

مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز 11\2012

مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز 11\2012

2- تهويل من حجم الإنجاز المستقبلي في حال تحقق. جوارديولا يبدو أنه يبحث عن مجد شخصي ببناء شخصية نادي قوية على الصعيد الأوروبي والمحلي ووضعه ضمن خانة الكبار، مثلما فعل جوزيه مورينيو مثلاً مع تشيلسي.

لكن الحقيقة بأن العالم أجمع لا ينظر للسيتي على أنه فريق صغير ونادي صغير بسبب الإمكانات الفنية والمالية الضخمة يملكها مع تحقيقه الألقاب في عدة مناسبات مؤخراً، لذلك سيكون جوارديولا مضطر للقول بأن مانشستر سيتي ليس نادي كبير في أكثر من مناسبة حتى يوضح للجميع كم كان صعباً أن يحقق الإنجاز بوضع النادي ضمن خانة الكبار في حال حدث ذلك.

3- رسالة إلى جماهير مانشستر سيتي. بيب جوارديولا أبدى سعادته بالدعم الذي يلقاه من جماهير مانشستر سيتي، حيث صرح في إبريل الماضي بأن الجماهير استمرت في دعم اللاعبين بشكل لا متناهي رغم إقصائهم من دوري أبطال أوروبا، مع عدم تحقيق أي انتصار في مباريات مؤثرة في نفس الفترة ضد تشيلسي، آرسنال، مانشستر يونايتد.

بيب صرح أنه سعيد بذلك، لكن في ذات الوقت أشار إلى أن هذا الدعم يشعر اللاعبين بالاسترخاء ويجعله يشعر أيضاً بالاسترخاء لأنه لا يوجد شيء يخافون منه حين تلقي الهزيمة، وهو شيء لا يحدث في الأندية الكبرى.

رسالة بيب إلى الجماهير تتمثل في ضرورة أن ينتقدوا ناديهم، فحينما يقول أنه لا يدرب نادي كبير ولو كان كذلك لأقيل لمنصبه فهو يضع الجماهير ضمن حساباته أيضاً لأنها لم تكن سترحمه بالفعل في البايرن أو برشلونة أو غيرهم وستجبر الإدارة على إقالته، على عكس ما يحدث حالياً في مانشستر سيتي.

بيب يشعر بأن انتقاد الفريق يكون مفيدة أحياناً حينما لا يحقق النتائج المطلوبة لأنه يجبر اللاعبين على القتال في الملعب ويشعرهم بحجم الخطأ الذي يقترفونه، وهو ما لا يحدث في السيتي بالوقت الحالي.