دييجو كوستا وأنطونيو كونتي

وكأنه اقترب من عش للدبابير، تعبير ينطبق على حال أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي الإنجليزي الذي ما أن طلب الرحيل من دييجو كوستا حتى أصبح مستقبله في محل شك والصحف تتحدث عن رحيله يومياً، أو على الأقل عن نية الإدارة “قرص أذنه” حتى لا يكرر مثل هذه التصرفات.

دعونا نتفق أولاً على المعيار الأساسي، المدرب هو الأحق في تقرير مصير لاعبي فريقه، هو من يحق له اختيار من سيلعب معه ومن سيرحل لأنه الأقرب باستمرار للاعبين والأكثر دراية بقدرتهم على خدمة خططه من عدمه، يحق للأشخاص محاسبته وانتقاده على قراره بعد ذلك إن كان مخطئاً، لكن لا يحق لهم فرض قرار عليه.

في ذات الوقت لا يحق للمدرب تخطي إدارة النادي في عملية البيع والشراء إن لم تكن هذه القضايا من صلاحياته (أرسين فينجر يحصل على هذه الصلاحيات في آرسنال) ، وبكل تأكيد تشيلسي ليس من الأندية التي تمنح الصلاحيات للمدربين في هذا الشأن، لكن هل كونتي تصرف بدون علم الإدارة حقاً؟

في يناير الماضي انتشرت أنباء تتحدث عن رغبة دييجو كوستا في الانتقال إلى الصين، أنباء أكدتها جميع الصحف واتضحت صحتها من غياب اللاعب عن تدريبات الفريق لعدة أيام في أسلوب اعتبره الكثيرون كضغط على النادي للسماح له بالرحيل.

كوستا قرر البقاء في نهاية المطاف وعاد إلى رشده فلا يعقل أن يسمح له نادي ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بالرحيل وسط الموسم بدون أن يملك البديل له، هذا جنون وابتزاز للنادي في وقت صعب وحرج عليه.

دييجو كوستا وأنطونيو كونتي

دييجو كوستا وأنطونيو كونتي

لكن المفاجأة تمثلت في أن كوستا لم يوافق على البقاء لأنه يريد ذلك، بل لأن الاتحاد الصيني أصدر قوانين جديدة عدلت من سقف الأجور وحدت من قدرة الأندية على ضم اللاعبين البارزين في أوروبا، وهو ما صرح به مالك ورئيس نادي تيانجين جوانجيان الذي كان في مفاوضات مباشرة مع كوستا.

هذه الأنباء من المفترض أنها وضعت إدارة النادي في الصورة، ومن المفترض أن الإدارة اتخذت قرارها بالاستغناء عن كوستا منذ يناير فلا يعقل أن يرتبط طموح النادي ورغبته في حصد الألقاب الكبرى بمزاجية مهاجمه الرئيسي الذي ممكن أن يأتيه وسط الموسم مرة أخرى ويقول له “أريد الرحيل”.

كونتي فعل الصواب تماماً بإبلاغه لكوستا بقرار الرحيل، وإدارة تشيلسي تعلم بهذا القرار مسبقاً منذ عدة أشهر، بل إن لم تكن هي من اتخذته فهذه مصيبة بالعرف الرياضي.

أما كوستا المتباكي أمام وسائل الإعلام فيستحق هذه المعاملة من مدربه مثلما اعتبر أن من حقه وضع النادي وطموحه بحصد اللقب تحت التهديد وسط الوسط بسبب قرار مزاجي ومفاجئ، من لا يهتم بمصلحة فريقه وبالمجموعة في الوقت الصعب والحساس وسط الموسم فيجب أن لا يحصل على التعاطف حينما يقرر النادي الاستغناء عنه بعد ذلك.