لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير نادي برشلونة يحلم بكل هذه النتائج التي حققها النادي الكتالوني هذا الموسم تحديداً بعد انتهاء التوقف الدولي الخاص بشهر أكتوبر الماضي وبداية الفترة الأصعب في موسم البلوجرانا.

برشلونة الذي خاض مباريات نارية في الفترة الماضية، ضد إشبيلية، إنتر ميلان ذهاباً وإياباً في دوري أبطال أوروبا، والكلاسيكو ضد ريال مدريد، ورايو فاييكانو خارج ملعبه، حيث فاز في جميع هذه المباريات قبل أن يتعثر أمس أمام إنتر ميلان على ملعب جوزيبي مياتسا.

مجموعة برشلونة في دوري أبطال أوروبا ضمنت للنادي الكتالوني مباريات مثيرة وصعبة كان ينتظرها عشاق الفريق والصحافة الإسبانية المقربة حتى لو كان هناك بعض القلق من المدرب إرنستو فالفيردي.

برشلونة تعثر كثيراً خلال شهر سبتمبر، حيث تعادل على ملعبه كامب نو مع جيرونا وأتلتيك بيلباو وتلقى هزيمة مفاجأة على يد ليجانيس متذيل الترتيب وقتها، الأمر الذي جعل الهجوم على فالفيردي يزداد وازدياد القلق من الفترة الصعبة المنتظرة في نهاية شهر أكتوبر وبداية نوفمبر.

انتهى التوقف الدولي وبدأت الفترة التي يخشاها الجميع حتى جاء الخبر الأصعب في اللحظات الأولى من هذه الفترة، بإصابة البلوجا الأسطورة ليونيل ميسي بعد 20 دقيقة من عمر مباراة برشلونة وإشبيلية في الأسبوع التاسع من عمر الليجا ليتأكد غيابه عن الفترة الأصعب في موسم برشلونة.

فالفيردي المدرب “الغير محبوب” نسبياً من قبل الإعلام الكتالوني وجماهير برشلونة، الذي يكتم المشاعر ويظهر بروده وهدوئه دائماً عند ظهوره في المباريات أو حتى حديثه مع الإعلام خلال التصريحات والمؤتمرات الصحفية.

فالفيردي نجح في الرد بشكل قوي على أعداءه ومنتقديه من الإعلام والجماهير، بعد تحقيقه الانتصارات في جميع هذه المباريات وبدون نجمه الأول ليونيل ميسي.

فالفيردي أظهر رد فعله من خلال تفكيره قبل وخلال المباريات جاهزية اللاعبين والقرارات الصحيحة وتغيراته التي أثرت بالإيجاب على نتائج برشلونة بعيداً عن التصريحات والإعلام.

صحيفة “سبورت” الإسبانية المقربة من نادي برشلونة رصدت بعض قرارات فالفيردي والتي أثرت بالإيجاب على نتائج مباريات النادي الكتالوني الأخيرة..

برشلونة ضد ريال مدريد..

بعد تسجيل مارسيلو هدف ريال مدريد الأول والوحيد، ونجح النادي الملكي بالضغط على لاعبي برشلونة في بداية الشوط الثاني، اتخذ فالفيردي قراره بالدفع بالبرتغالي نيلسون سيميدو في الدقيقة 69 بدلاً من البرازيلي رافينيا والدفع بسيرجيو روبيرتو في وسط الملعب وبعدها بدقائق قليلة دفع بالفرنسي عثمان ديمبلي بدلاً من البرازيلي فيليب كوتينيو في الدقيقة 74.

وبعدها بدقيقة أثبت فالفيردي صحة قراراته حيث نجح برشلونة في تعزيز تقدمه في الدقيقة 75 عن طريق لويس سواريز بعد تمريرة سيرجي روبيرتو الذي تغير مركزه بأوامر من فالفيردي، ليتبعا هدف سواريز الرابع في الدقيقة 83، وهدف البديل الثالث أرتورو فيدال في الدقيقة 84 بعد صناعة من البديل الآخر عثمان ديمبلي.

برشلونة ضد ليونيسا..

يمكننا وصف الحالة هنا “بالحظ” أكثر منها التكتيك والتفكير، فالفيردي دفع بالفرنسي لينجليت كبديل في الدقيقة 61 وبرشلونة متعثر سلبياً أمام ليونيسا، لينجح المدافع الفرنسي في إحراز هدف الفوز في الدقيقة 91.

برشلونة ضد رايو فاييكانو..

السيناريو الأصعب والأكثر إثارة من بين جميع هذه المباريات جاء ضد رايو فاييكانو على ملعبه، برشلونة نجح في التقدم على صاحب الأرض بهدف مبكر عن طريق سواريز ولكن سوء الأداء لم يسعف النادي الكتالوني أمام ضغط وحماس رايو فاييكانو والذي نجح في التعادل والتقدم على برشلونة بشكل مفاجئ.

فالفيردي تدخل سريعاً، ودفع بالفرنسي عثمان ديمبلي في وقت مبكر من الشوط الثاني تحديداً في الدقيقة 52 بدلاً من البرازيلي رافينيا، وفي الدقيقة 67 حدث شئ على غير المعتاد تماماً، حيث قام فالفيردي بالدفع بثنائي بديل مرة واحدة وهما الشيلي أرتورو فيدال والإسباني منير بدلاً من البرازيليين آرثر ميلو وفيليب كوتينيو.

ونجحت تبديلات فالفيردي مرة أخرى، حيث أحرز عثمان ديمبلي هدف برشلونة الثاني والتعادل في الدقيقة 87، قبل أن ينجح لويس سواريز في خطف النقاط الثلاثة لصالح النادي الكتالوني بهدف قاتل في الدقيقة 91.

برشلونة ضد إنتر ميلان..

برشلونة واجه سوء حظ كبير في 81 دقيقة لعبه ضد إنتر ميلان، الحظ وأسمير هندانوفيتش وقفا أن محاولة لاعبي النادي الكتالوني لفك الشفرات وهز شباك الخصم والحصول على النقاط الثلاثة.

حتى قرر فالفيردي بالدفع بالمجهول مالكوم الذي غاب طوال الموسم، وظهر بأوامر من فالفيردي ضد إنتر ميلان وعلى ملعب جوزيبي مياتسا وفي أخر 10 دقائق، لينجح الشاب البرازيلي في إثبات صحة قرارات مدربه ويسجل من اللمسة الأولى له هدف برشلونة الوحيد.