مورينيو.. عاشق صناعة الأعداء!

محمود حمزة 16:40 05/09/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    يحب كثير من مدربي كرة القدم العمل في أجواء مفعمة بالسكينة، ولكن جوزيه مورينيو يحب العمل في أجواء مفعمة بالعداوة! يلعب المدربون ضد منافسيهم، أما مورينيو فيحب أن يشعر بأنه يلعب ضد أعدائه!

    يبحث عن الأعداء في كل مكان؛ في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، ثم في إنجلترا مرة أخرى، يبحث عن العداوة في الأندية المنافسة، أو في النادي الذي يدربه! ولا يستمتع بعمله إلا إذا كان مقترناً بحروب كلامية وسخرية من الآخرين، ولكنه يطلب الاحترام!

    لا يستطيع مقال أن يستوعب كل محاولات صناعة الأعداء والحروب الكلامية في مسيرة مدرب مانشستر يونايتد، يحتاج الأمر إلى كتاب تاريخي كامل! ولذلك فإن ما يلي ليس سوى قطرة في بحر تاريخ هذا المدرب!

    نجح جوزيه مورينيو في استفزاز أنطونيو كونتي في الموسم الماضي واستدراجه إلى حرب من حروبه، عندما قال: “لا أتصرف كالمهرج على خط التماس، ولا يعني ذلك أنني فقدت شغفي.. لا أعتقد أنني يجب أن أتصرف كالرجل المجنون على خط التماس لأمتلك هذا الشغف”!

    كان مورينيو يعلم أن الصحفيين سينقلون هذا الكلام إلى كونتي بصفته المدرب الذي يقفز بجنون بجانب خط التماس، ونجحت الخطة بالفعل، ورد كونتي بهجوم شديد، وبدأت حرب كلامية واتهامات متبادلة، فشعر مورينيو بالسعادة!

    وعندما أصدر مانشستر سيتي فيلماً وثائقياً حول فوزه بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، هاجمهم مورينيو واتهمهم بعدم الاحترام، لأنهم وصفوا مواجهتهم ضد مانشستر يونايتد بأنها مباراة “الاستحواذ ضد الدفاع.. الكرة الهجومية ضد إيقاف الحافلة”!

    اعتبر المدرب البرتغالي هذا الأمر إهانة، وحاول استغلاله ليبدأ معركة كلامية مع بيب جوارديولا، ولكن مدرب السيتي لم يحقق له رغبته، ولم يعلق على انتقاداته وسخريته بطريقة هجومية ساخرة.. كما كان يتمنى مورينيو!

    وإذا عدنا إلى الماضي القريب في عام 2015، عندما فاز المدرب الاستثنائي بالبريميرليج مع تشيلسي، سنجد أنه سخر بقوة من أساليب لعب الأندية المنافسة أثناء حفل توزيع جوائز البلوز، ولم يعتبر ذلك “عدم احترام”!

    في هذا الحفل سخر مورينيو من أسلوب الاستحواذ قائلاً: “هذا هو ملعب كرة القدم، وبه مرميان وكرة واحدة، ولكن يوجد فريق يحب أن يلعب بلا أهداف، وهذا الفريق يلعب بشكل جيد حقاً، تنتقل الكرة وتنتقل وتنتقل، وجودة الاستحواذ على الكرة رائعة حقاً، ولكن بلا أهداف”!

    وأضاف: “طلبوا من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يلعبوا بهذه الطريقة، ولكن قيل لهم إن ذلك مستحيل، لأن النسبة الأكبر من الاستحواذ على الكرة لا تفوز بالمباريات، ولذلك لم يصبحوا الأبطال”.. هكذا سخر مورينيو من أسلوب الاستحواذ، والأمر المثير للضحك هو أنه كان يتحدث عن مانشستر يونايتد.. فريقه الحالي!

    وسخر أيضاً من مانشستر سيتي وآرسنال في ذلك الحفل، ثم أشاد بأسلوب لعب فريقه (تشيلسي) الذي يعرف القوانين، ويعرف أن الفوز بالمباريات يتطلب تسجيل أهداف أكثر من المنافس، أو تسجيل هدف واحد دون استقبال أي هدف، وقال عن فريقه أيضاً: “أحياناً يستخدمون الحافلة”!

    سخرية مورينيو من المنافسين شيء طبيعي وطريف، ويجب أن نضحك عندما نسمعها! أما سخرية الآخرين من مورينيو، فإنها تدل على عدم الاحترام، ويجب أن نشعر بالحزن عندما نسمعها! يتباهى مورينيو باستخدام أسلوب الحافلة، ولكنه يهاجم الآخرين عندما يقولون إنه يستخدم هذا الأسلوب! لن نفهم مورينيو.. ولن يفهم نفسه!

    كان جوارديولا أكثر ذكاءً من كونتي عندما لم يُستدرَج إلى حرب كلامية بلا فائدة ضد مورينيو، ويبدو أن يورجن كلوب أيضاً تعلم هذا الدرس!

    أراد مدرب اليونايتد أن يبدأ حرباً من هذا النوع مع الآخرين عندما سأله الصحفيون؛ هل تُعتبر مدرباً كبيراً مع فريقك الحالي رغم عدم الفوز بألقاب كبيرة؟ فأجاب قائلاً: “هل تسألون هذا السؤال للمدرب الذي حصل على المركز الثالث في الدوري الإنجليزي؟ أو المركز الرابع؟ أو المركز الخامس”؟

    كان من الواضح أن كلوب أحد المستهدفين، وعندما سأله الصحفيون عنه، أجاب مورينيو بسعادة قائلاً: “لأنه لم يفز بأي شيء على المستوى الدولي على سبيل المثال”! يعلم مورينيو أن الصحفيين يحبون تلك المعارك، وسينقلون كلامه إلى المدرب الآخر، وسيكون سعيداً إذا نجحت الخطة في هذه المرة بعد فشلها مع جوارديولا، ولكن رد المدرب الألماني كان محبطاً!

    قال كلوب: “عندما يقول إنني لم أفز بأي شيء خارج ألمانيا، فإنه محق في ذلك”! لم يغضب مدرب ليفربول، ولم يوجه اتهامات وسخرية إلى مورينيو، بل أجاب بطريقة تغلق أبواب الحرب أمامه، ومن المتوقع أن يبحث البرتغالي عن هدف آخر ليستفزه وينتظر رده!

    لن تنتهي رحلة البحث عن أعداء، ولن تنتهي محاولات استدراج الآخرين إلى حروب كلامية، ولن تفشل المحاولات في كل مرة، إذا استمر جوزيه مورينيو مدرباً لمانشستر يونايتد!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى