خرافة علاقة جوارديولا بالفوز بكأس العالم!

محمود حمزة 08:27 05/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “خرافات كروية” .. سلسلة مقالات ساخرة تتحدث عن المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها كثيرون، تنتشر تلك الخرافات بسرعة كبيرة، تغزو العقول، حتى تتحول إلى حقائق! وقد يتحدث هذا المقال عن حقيقة يعتقد الكاتب أنها خرافة، وفي هذه الحالة يصبح المقال.. مجرد خرافة!

    عندما فاز منتخب إسبانيا ببطولة كأس العالم 2010، قالوا إن هذا الإنجاز تحقق لأن بيب جوارديولا يعمل في الدوري الإسباني! وعندما فاز منتخب ألمانيا بكأس العالم 2014، قالوا إن هذا الإنجاز تحقق لأن بيب جوارديولا يعمل في الدوري الألماني! والآن يقولون إن منتخب إنجلترا يفوز في كأس العالم 2018 لأن بيب جوارديولا يعمل في الدوري الإنجليزي!

    هل هذا تفسير لما حدث وما يحدث؟ هل يؤدي ذهاب جوارديولا إلى بلد ما إلى فوز منتخب هذا البلد بالمونديال؟

    نبدأ بما حدث مع منتخب إسبانيا، متى بدأت السيطرة الإسبانية في عالم كرة القدم؟ بدأت في يورو 2008 عندما فاز المنتخب الإسباني بلقب البطولة بطريقته المعروفة.. قبل أن يبدأ جوارديولا مسيرته مع فريق برشلونة الأول! وكان منتخب 2008 من أفضل المنتخبات التي ظهرت في تاريخ إسبانيا.. وربما هو الأفضل في تاريخها على الإطلاق!

    وبالإضافة إلى ذلك، كان من الممكن أن يبدأ منتخب إسبانيا سيطرته العالمية منذ كأس العالم 2006! عندما كان يضم نفس العناصر تقريباً، تصدر مجموعته، وصعد إلى دور الـ16 ليواجه منتخب فرنسا الذي كان ثانياً في مجموعته، لكنه واجه مشكلة بسيطة عندما لعب ضد الفرنسيين؛ فقد قرر زين الدين زيدان أن يعود إلى مستواه! وإذا كنت تريد أن تعرف ماذا يحدث عندما يعود زيدان إلى مستواه.. فاسأل البرازيليين!

    ولذلك، عندما درب جوارديولا فريق برشلونة وقدم معه هذا الأداء المدهش، وحقق معه تلك الإنجازات الكثيرة، كان المنتخب الإسباني قد بدأ سيطرته بالفعل، وكان من المتوقع أن يحقق هذا الجيل إنجازات كبيرة، ومنتخب إسبانيا الذي فاز بيورو 2008 قبل أن يدرب جوراديولا برشلونة كان يستطيع أن يفوز بكأس العالم 2010 دون أن يدرب جوراديولا برشلونة!

    من المؤكد أن المدرب الإسباني كان له تأثير على لاعبي البرسا الذين كانوا يلعبون في المنتخب الإسباني، ومن المؤكد أن أفكاره أثرت بطريقة ما على شكل المنتخب، لكن هذا التأثير لا يصل إلى درجة نسبة الفضل إليه، فكما ذُكر فيما سبق؛ كان هذا المنتخب مرعباً قبل أن يظهر اسم جوارديولا في عالم التدريب!

    أما منتخب ألمانيا، فلم يختلف حاله كثيراً في كأس العالم 2014 عن حاله في كأس العالم 2002 أو 2006 أو 2010، لأنه دائماً ما كان منتخباً مرعباً في تلك الفترة، وفي كل الأحوال كان يصل إلى نصف النهائي أو النهائي ثم يخسر، ولم يكن يخسر إلا أمام بطل الكأس! وكان من الممكن أن يخسر نهائي 2014 أيضاً، لو كان في منتخب الأرجنتين لاعب يجيد استغلال الفرص!

    لم يكن منتخب ألمانيا 2014 أفضل من منتخب ألمانيا 2002 أو 2006، مثلما لم يكن منتخب البرازيل 2002 أفضل من منتخب البرازيل 1998! ولا يعني الفوز بالبطولة أن هذا المنتخب كان الأفضل، أو أنه امتلك شيئاً لم يمتلكه المنتخب الذي لم يفز بها، ولم يكن جوارديولا هو من أصاب نيمار قبل أن تخسر البرازيل بسباعية! ولم يكن هو سبب هدف ماريو جوتزه في الشوط الرابع في النهائي! وبالتأكيد.. لم يكن هو سبب ضياع فرصة هيجواين!

    نصل إلى منتخب إنجلترا، لا توجد علاقة بين أسلوب لعب هذا المنتخب وأسلوب لعب جوارديولا مع مانشستر سيتي، وإذا كان الفضل في هذا الأداء يعود إلى أحد مدربي الدوري الإنجليزي، فسيكون ماوريسيو بوتشيتينو! لأن المنتخب يعتمد على لاعبي توتنهام هوتسبير بشكل أساسي، لكن لماذا ينُسب فضل الأداء إلى مدرب من البريميرليج؟! لم يقدم المنتخب الإنجليزي أداءً يدعو إلى الفخر حتى الآن!

    لا نستطيع أن نقول إن جوارديولا هو سبب فوز إسبانيا وألمانيا بآخر نسختين من المونديال، لكن ربما نجد شيئاً من المنطق في تأثيره على المنتخبين، لأن كل منتخب منهما كان يعتمد بشكل أساسي على لاعبي الفريق الذي يدربه بيب، ولأنه مدرب كبير وله بصمة واضحة في كل مكان يذهب إليه، لكن هذا التأثير لم يصل إلى منتخب إنجلترا، ولا يفوز هذا المنتخب بسبب ووكر وستونز.. وسترلينج!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى