بسبب تطور التشجيع.. الريال والبرسا في كأس العالم!

محمود حمزة 06:09 30/06/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!

    تغيرت أشياء كثيرة في كرة القدم، تغيرت كرة القدم نفسها، وتغير معها الجمهور!

    في زمن ليس ببعيد كان كثير من عشاق كرة القدم يشجعون المنتخبات في البطولات الدولية ويهتمون بمبارياتها أكثر من اهتمامهم بمباريات الأندية، وعندما كنت تسأل أحدهم عن فريقه المفضل عالمياً، كان يقول لك: البرازيل أو ألمانيا أو إيطاليا أو هولندا، ولم تكن الأندية قد وصلت إلى مكانتها الحالية عند الجماهير.

    وفي زمن قريب كان عشاق كرة القدم يشجعون الأندية أكثر من المنتخبات، لكن تشجيعهم لم يكن مثل تشجيع الزمن الحالي، وكان من الطبيعي أن تشاهد خلافاً بين أحد مشجعي ريال مدريد وأحد مشجعي برشلونة، لأن الأول يعتقد أن رونالدينيو (لاعب برشلونة) أفضل من زين الدين زيدان (لاعب ريال مدريد)، أما الثاني فيعتقد أن زيدان أفضل من رونالدينيو! ويحاول كلاهما إقناع الآخر برأيه!

    وفي العصر الحالي كتب مشجعو الناديين قانوناً جديداً للتشجيع، ويقول هذا القانون: “إذا كنت تشجع ريال مدريد فيجب أن تؤمن بأن كريستيانو رونالدو أفضل من ليونيل ميسي، وإذا كنت تشجع برشلونة فيجب أن تؤمن بأن ميسي أفضل من رونالدو، وإذا لم تلتزم بذلك.. فإنك خائن”!

    من الطبيعي أن تختلف الآراء، ومن الطبيعي أن تجد من يعتقد أن الأفضل في العالم هو ميسي أو رونالدو.. أو باستوري! وإذا افترضنا أن كرة القدم ليست سوى رونالدو وميسي، فمن الطبيعي أن تجد فريقاً يؤيد الأول وفريقاً يؤيد الآخر، لكن ليس من المنطقي أن ينضم جمهور البرسا كله إلى الفريق الذي يؤيد ميسي، وأن ينضم جمهور الريال كله إلى الفريق الذي يؤيد رونالدو، ثم يؤكد كل واحد منهم أن موقفه نابع من وجهة نظره فقط.. دون أن يتأثر رأيه بالفريق الذي يشجعه!

    إذا كان الأمر قائماً على الآراء فقط، فمن الطبيعي في هذه الحالة أن نجد بعض مشجعي ريال مدريد يؤمنون بأن ميسي أفضل من رونالدو، وأن نجد بعض مشجعي برشلونة يؤمنون بأن رونالدو أفضل من ميسي، أو بأن ميسي ليس الأفضل في التاريخ، من الطبيعي أن نجد أحدهم له رأي مختلف، حتى لو كان رأياً خاطئاً!

    في العصر الحالي أصبح تشجيع المنتخبات قائماً على تشجيع الأندية.. أو على تشجيع اللاعبين! لذلك أصبح جمهور برشلونة يشجع منتخب الأرجنتين، وأي منتخب يلعب ضد منتخب البرتغال! وأصبح جمهور ريال مدريد يشجع منتخب البرتغال، وأي منتخب يلعب ضد منتخب الأرجنتين، وكل جمهور منهما يسخر من الجمهور الآخر لأنه يفعل ذلك!

    ونتيجة لذلك؛ يشارك ريال مدريد وبرشلونة في كأس العالم.. بجمهوريهما! وسيكون لهما حضور في دور الـ16 الذي ينطلق اليوم، لأن جمهور الريال سيشجع منتخب البرتغال.. ومنتخب فرنسا! أما جمهور البرسا فسيشجع منتخب الأرجنتين.. ومنتخب أوروجواي! وسيسخر كل جمهور منهما من الجمهور الآخر، لكنه سيفعل مثله!

    وبعد مرحلة رونالدو وميسي، التي لا نعرف متى ستنتهي! سيبدأ عصر جديد من التشجيع، ولا ندري هل سيكون أفضل من العصر الحالي أم أسوأ، لكن الشيء المؤكد هو أن منتخبي البرتغال والأرجنتين سيفقدان جزءاً كبيراً من جمهوريهما، وكذلك المنتخبات التي تلعب ضدهما!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى