مفاجأة بنزيما تتحدى الإثارة المملة!

محمود حمزة 19:58 02/05/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    نكره الملل، ونحب كرة القدم لأنها تقدم لنا أحداثاً غير متوقعة، ولا نحبها عندما تصبح مملة، لأننا نكره الملل!

    يؤدي التكرار إلى الملل، حتى لو كان تكراراً لأحداث مثيرة! لأننا سنعتاد هذه الإثارة، وسنتوقع ما سيحدث، فتفقد الإثارة قيمتها، وتتحول إلى ملل، ونحن نكره الملل!

    عندما اختارت القرعة مواجهة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ، تمنى جمهور الريال تأهل فريقهم، وتمنى الآخرون تأهل البافاري، لكن الجميع توقعوا تأهل الملكي! وعندما انتهت مباراة الذهاب بفوز فريق زيدان، توقع الجميع أن مباراة العودة لن تكون سهلة، وأنها ستشهد كثيراً من الإثارة والتقلبات، لكن الفريق الإسباني سيتأهل في النهاية!

    في المواسم السابقة كان مشجعو الأندية الأخرى يؤكدون أن ريال مدريد يفوز بالحظ.. وأخطاء الحكام! لكن الفريق كان يقدم أداءً ممتازاً، فيؤكد جمهوره أنه استحق الفوز، والحظ جزء من كرة القدم، ولم يفز فريق ببطولة دون أن يلعب الحظ دوراً مهماً في هذا الإنجاز، لكن الحظ وحده لا يكفي! أما الخوض في تفاصيل أخطاء الحكام، فيؤدي إلى انتحار المنطق! وببساطة؛ كرة القدم تحتاج إلى تكنولوجيا الفيديو!

    أما في هذه المرة، فقد اعترف مشجعو الميرينجي بتفوق يوب هاينكس على مدربهم، وتفوق بايرن ميونخ على فريقهم، ولا يشعرون بالرضا عن الأداء، وعن كون كيلور نافاس أفضل لاعب في فريقهم.. ثم كريم بنزيما! ورغم تفوق النادي الألماني، ورغم تراجع مستوى حامل اللقب، ورغم عدم تسجيل رونالدو ذهاباً وإياباً، ورغم الفرص الخطيرة لفريق هاينكس، كان الجميع يعلمون ما سيحدث؛ سيتأهل ريال مدريد!

    في الموسم الماضي فاز ريال مدريد 2-1 في أليانز أرينا، ثم تقدم بايرن ميونخ في سانتياجو برنابيو، ثم شهدت المباراة أحداثاً متقلبة وقرارات تحكيمية مثيرة للجدل، ثم تأهل بطل أوروبا بصعوبة في النهاية، هل ما حدث في هذه المرة مختلف؟! إنها نفس الأحداث تقريباً رغم اختلاف النتيجة، ورغم عدم الذهاب إلى الشوطين الإضافيين، وتكرار الأحداث يقضي على إثارة كرة القدم، خاصة وأنه ليس تكراراً مفاجئاً!

    قبل مباراة الذهاب كتبت فقرة بعنوان “بايرن ميونخ يجب أن يخشى مارسيلو”! وبالفعل تألق البرازيلي وسجل هدفاً جميلاً وكان أفضل لاعبي فريقه في مباراة الذهاب، وقبل مباراة العودة كتبت مقالاً توقعت فيه أن الحكم كونيت شاكير سيكون النجم الذي يخطف الأضواء وتتحدث عنه الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بعد المباراة، وهو ما حدث بالفعل!

    لست عبقرياً، فالكثيرون توقعوا ذلك، إما لأنهم يؤمنون بنظريات المؤامرة والفساد، وإما لأنهم يعرفون أنه حكم مثير للجدل، وأن كثيراً من الجماهير يحبون الحديث عن هذه الأمور.. أكثر من الحديث عن كرة القدم! لذلك كان الجميع يراقبون أداء الحكم وينتظرون أخطاءه المثيرة، ولأن الحكم التركي يحب الملل؛ لم يقدم شيئاً مختلفاً، وفعل ما توقعه الجميع!

    ولحسن حظنا، كان في ظلام الملل الدامس نقطة نور مفاجئة؛ كريم بنزيما! فقد توقع المشاهدون معظم أحداث المباراة، أو كلها! وتوقعوا أن ريال مدريد سيتأهل.. حتى لو لم يلعب المباراة! ولكن.. لم يتوقع أحد أن بنزيما سيتألق ويسجل هدفين حاسمين، أحدهما هدف صعب جداً ويحتاج تسجيله إلى قدرات خاصة، وهو الهدف الثاني!

    عندما حاصرنا الملل بأحداثه المتكررة والمتوقَّعة، فاجأنا مهاجم الريال بما لم نتوقعه.. أو نحلم به! ولذلك يجب أن نحب بنزيما.. لأننا نكره الملل!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى

    28 تمريرة لريال مدريد تنتهي بهدف بنزيما في بايرن ميونخ