خطاب مورينيو الحماسي.. كفى تأثراً بالسينما!

محمود حمزة 08:46 09/04/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!

    لم يحسم مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي رسمياً أمام مانشستر يونايتد، لأن رحيم سترلينج كان يدافع عن مرمى اليونايتد.. بدلاً من كريس سمولينج! ولأن جوزيه مورينيو تذكر فجأة أن كرة القدم لها جانب هجومي!

    وبعد انتهاء الشوط الأول بتقدم فريق بيب جوارديولا بهدفين نظيفين وإهدار فرصة تحقيق فوز كبير في هذا الشوط، استطاع فريق مورينيو أن يسجل ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، وبعد المباراة، كشف سمولينج عن سبب هذا الفوز.. التاريخي!

    قال المدافع الإنجليزي إن مورينيو قال لهم بين الشوطين: “لا تريدون أن تكونوا مهرجين تقفون لتشاهدوهم وهم يفوزون باللقب”! ولأن كثيراً من عشاق كرة القدم عاطفيون؛ فإنهم يعتقدون أن مثل هذه العبارات الحماسية تستطيع أن تحول كريستال بالاس.. إلى برشلونة!

    ويذكرنا ما قاله سمولينج بما حدث عندما حوّل إشبيلية تأخره أمام ليفربول بثلاثية نظيفة في الشوط الأول إلى تعادل 3-3 في الشوط الثاني، في مواجهتهما بدوري أبطال أوروبا، وبعد المباراة، انتشرت قصة عاطفية عن سبب عودة النادي الأندلسي، وكأن هذا السيناريو يحدث لأول مرة في التاريخ!

    تقول هذه القصة: “إدواردو بيريزو مدرب إشبيلية السابق أخبر لاعبيه بين الشوطين أنه مصاب بالسرطان، فسجلوا ثلاثة أهداف في الشوط الثاني من أجله”! ورغم أن دفاع ليفربول كان له الفضل في عودة إشبيلية، ظَلَم عشاق العاطفة مدافعي الريدز، ونسبوا الفضل إلى السرطان.. البريء!

    هل فاز مانشستر يونايتد بسبب ما قاله مورينيو؟! وهل كان اللاعبون يريدون أن يكونوا مهرجين في الشوط الأول؟! وإذا كانت هذه العبارات لها مفعول السحر، فلماذا لم يقلها المدرب قبل المباراة أو منذ بداية الموسم.. أو بين شوطي مباراة إشبيلية؟! ولو استغل السيتيزينز الفرص وأنهوا الشوط الأول بخمسة أهداف، ثم قال مورينيو هذه العبارة للاعبيه، هل كانوا يستطيعون أن يسجلوا ستة أهداف في الشوط الثاني؟!

    نسي كثيرون أن مانشستر سيتي كان يستطيع أن يحسم المباراة في الشوط الأول، وتجاهلوا الدور الكبير الذي لعبه سترلينج؛ أحد رواد إهدار الفرص في العصر الحديث! والأخطاء الكوميدية التي ارتكبها دفاع السيتي في الشوط الثاني، والأسباب التكتيكية التي تُنسب لمورينيو، والفرص الضائعة، وتألق دافيد دي خيا.. وأخطاء الحكم!

    يتأثر المشجعون بما يحدث في الأفلام السينمائية، عندما يلقي بطل الفيلم (الذي يؤدي دور مدرب) خطاباً حماسياً أمام لاعبيه، فيتحوّلون إلى أبطال خارقين قادرين على تدمير أي منافس، لكن ذلك لا يحدث إلا في السينما!

    الحماس والعاطفة والتحفيز من العناصر المهمة في الرياضة، لكن دورها ليس مؤثراً بهذه الدرجة الكبيرة، وللفوز أسباب أخرى أساسية؛ التخطيط والتكتيك والجودة والالتزام واستغلال الفرص وغيرها.. والحظ وأخطاء المنافس وأخطاء الحكام أيضاً! وفاز الشياطين الحمر بسبب بعض هذه العوامل، لأن المباراة لم تكن في أحد الأفلام السينمائية!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى