فينجر من الفشل.. إلى الرضا بالفشل!

محمود حمزة 22:20 28/02/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!

    يستقبل آرسنال في ملعبه غداً ضيفه مانشستر سيتي في ختام الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الإنجليزي، وهو نفس الفريق الذي فاز على الجانرز بثلاثة أهداف نظيفة يوم الأحد الماضي، عندما تواجه الفريقان في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.

    وكما يحدث في كل موسم، تنتشر الأخبار التي تتحدث عن رحيل آرسين فينجر، وهو الأمر الذي يؤمن عشاق النادي بأنه لن يحدث أبداً! لكن الصحف تتحدث عن اقتراب الرحيل، وتقترح أسماء بعض المدربين الذين قد يصبح أحدهم مدرباً للنادي اللندني بعد رحيل فينجر.. الذي لن يرحل! وينتقد المحللون أداء الفريق ويسخرون من مدربه، فيرد الفرنسي بثقة كبيرة.. وكأنه فاز بالسداسية! ويسخر من الساخرين منه، ويؤكد أنه لن يرحل!

    هل سيصبح حال آرسنال أفضل بعد رحيل فينجر.. إذا رحل؟! هذا سؤال معقد، فعندما يستمر مدرب مع نادٍ لفترة طويلة ثم يرحل، يحدث خلل في توازن هذا النادي، ويحتاج إلى بعض الوقت ليستعيد توازنه، وقد لا يستعيده! ولذلك أصبحت فكرة رحيل مدرب الجانرز مخيفة نوعاً ما، لكن هذا الأمر كان منطقياً عندما كان الفريق ينافس على البطولات.. من بعيد! أو يتظاهر بالمنافسة، أو عندما كان يحتل أحد المراكز الأربعة الأولى.. باستثناء المركز الأول!

    أما الآن، فقد اختل التوازن بالفعل، وأصبح المركز الرابع حلماً يصعب تحقيقه! ومن الواضح أن النادي يتجه نحو ما هو أسوأ، فقد تجاوز مرحلة النتائج السيئة، ووصل إلى مرحلة أخرى غريبة! إنها مرحلة تقبل النتائج السيئة، واعتبارها أمراً طبيعياً! وعندما يصل النادي إلى هذه المرحلة، فلماذا يجتهد اللاعبون؟ إذا خسروا فلن يكون شيئاً غريباً، وسيدافع عنهم مدربهم.. بل وسيشيد بهم!

    هذا ما حدث في نهائي يوم الأحد الماضي، خسر آرسنال بسهولة، ودون مقاومة! مانشستر سيتي هو أفضل فريق في إنجلترا بالتأكيد، والخسارة أمامه ليست كارثة، لكن الكارثة الحقيقية هي الاستعداد للخسارة والرضا بها! خسر النادي دون أن يحاول لاعبوه أن يدافعوا عنه، لم يحاولوا أن يفوزوا.. أو يخسروا بشكل لائق! فلن يغضب أحد بسبب الخسارة.. إلا الجمهور!

    وكما كان متوقعاً دافع آرسين فينجر عن لاعبيه وأكد أنهم “قدموا كل شيء في المباراة”! فلماذا لا يكرر اللاعبون مثل هذا الأداء إذا كان ينال رضا مدربهم؟! ومن الواضح أن النادي لن يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا إلا عن طريق الفوز بالدوري الأوروبي، وإذا تأهل.. فسيخرج مبكراً! فلماذا لا يرحل فينجر ويأتي مدرب آخر؟ هل سينتهي العالم؟!

    إذا رحل آرسين فينجر ثم أصبح وضع النادي أسوأ من الوضع الحالي، فلن يعني ذلك أن رحيله كان قراراً خاطئاً، بل سيعني أن إدارة النادي فشلت في قراراتها في المرحلة التالية، وربما يحدث ذلك، ثم يقول مؤيدو فينجر: “هل رأيتم ما حدث بعد رحيله؟ لقد كان مظلوماً”.. ثم ينظم الجمهور حملة من أجل المطالبة برحيل المدرب الجديد، ورحيل الإدارة.. وعودة فينجر!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى