ليفربول والمساحات.. هل يحتاج إلى بنزيما؟!

محمود حمزة 06:43 30/01/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    فاز ليفربول على مانشستر سيتي قبل أسبوعين، واحتفل جمهور النادي، واحتفل معهم جمهور آرسنال! لأن بيب جوارديولا لن يستطيع أن يفوز بالدوري بدون هزيمة، مثلما فعل العبقري آرسين فينجر! وغنى جمهور الريدز أغنية “صلاح، ماني ماني، وبوبي فيرمينو، وبعنا كوتينيو، لكن الأمر لا يهم على الإطلاق لأن لدينا.. صلاح، ماني ماني، وبوبي فيرمينو، لكننا بعنا كوتينيو”.. إلى آخر هذه الأغنية العظيمة!

    — Soccer AM (@SoccerAM) January 13, 2018

    وبعدما فاز ليفربول على متصدر الدوري الإنجليزي، خسر أمام سوانزي الذي يحتل المركز الأخير، ثم خسر في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام وست بروميتش الذي يحتل المركز قبل الأخير! إذا حدث ذلك في أي بطولة دوري أخرى سيكون أمراً مفاجئاً، لكن الدوري الإنجليزي لا يعرف معنى كلمة مفاجأة، ومع ليفربول تحديداً يصبح هذا الأمر متوقعاً!

    مع يورجن كلوب يحقق ليفربول نتائج جيدة ويقدم أداءً متميزاً أمام الكبار، لكنه يعاني أمام الفرق الصغيرة والمتوسطة، يقولون إنه مثل روبن هود، يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء، لكن روبن هود كان يعطي الفقراء بكامل إرادته، أما ليفربول فإنه يسرق الأغنياء، ثم يسرقه الفقراء!

    أصبح الأمر محيراً، فنحن نشاهد فريقين مختلفين، فريق يلعب أمام الأندية الكبيرة، وفريق آخر مختلف تماماً في كثير من مبارياته أمام الأندية الأخرى، نفس المدرب، نفس اللاعبين، نفس الجماهير! لكن الفريق مختلف، وتعددت تفسيرات هذا الاختلاف، وفيما يلي أبرز تفسيرين لهذه الظاهرة الغريبة!

    التفسير الأول، وهو الأكثر تداولاً ويعتقد كثيرون أنه الأقرب إلى المنطق، رغم أن الأمر كله بلا منطق! يقول هذا التفسير: “ليفربول لا يجيد اللعب إلا في المساحات، ويلعب جيداً أمام الأندية الكبيرة لأنها تهاجم وتترك المساحات أمام لاعبيه، ولذلك لا يستطيع أن يلعب أمام الأندية الصغيرة التي تدافع وتغلق المساحات”!

    هل كل الفرق الكبيرة تهاجم؟ وهل كل الفرق الأخرى تدافع؟ يتألق فريق كلوب أمام الفرق الكبيرة، حتى لو كانت تلعب بأسلوب دفاعي، على سبيل المثال؛ في مباراته ضد مانشستر يونايتد دافع جوزيه مورينيو بجميع اللاعبين، لكن ليفربول كان الفريق الأفضل في المباراة، وكان يستطيع أن يفوز لولا تألق دافيد دي خيا ورعونة لاعبيه أمام المرمى، وفاز النادي على أندية أخرى اعتمدت على أساليب دفاعية، وخسر أمام أندية لعبت كرة قدم هجومية، ونستنتج من ذلك أن الأمر لا يتعلق بالمساحات، وإذا كانت المساحات هي كل ما يحتاج إليه النادي، فالحل واضح، ألا وهو التعاقد مع كريم بنزيما!

    أما التفسير الثاني فيقول: “يورجن كلوب لا يعتمد على الخطة والتكتيك بقدر ما يعتمد على إثارة حماس لاعبيه، وتوفِّر أجواء المباريات الكبيرة الظروف المناسبة لإثارة أقصى درجات الحماس، ولذلك يقدم النادي هذا الأداء، أما مواجهة الفرق الأخرى فلا يوجد بها ما يثير حماس اللاعبين، ولذلك يفقد الفريق أهم نقاط قوته في تلك المباريات”!

    تقدم بعض الفرق الصغيرة أداءً أفضل من المعتاد عندما تلعب ضد الفرق الكبيرة، يتألق اللاعبون وتظهر مهاراتهم بشكل مفاجئ، ويكتشفون في أنفسهم قدرات جديدة! ثم يعودون إلى المستوى المنخفض عندما يواجهون الأندية الصغيرة، وتختفي مهاراتهم التي ظهرت مؤقتاً! وهذا التباين في المستوى سببه أجواء المباريات الكبيرة التي تثير حماس اللاعبين ليقدموا أفضل ما لديهم، لكن ليفربول ليس فريقاً صغيراً! ولاعبوه من أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي، باستثناء الدفاع وحراسة المرمى بالتأكيد! وليس من الطبيعي أن ينتظروا فرصة اللعب أمام الكبار ليستعرضوا مهاراتهم ويُظهروا قدراتهم، فهل فقد ليفربول عقلية الفرق الكبيرة؟!

    أي التفسيرين أقرب إلى الحقيقة؟ من الأفضل ألا نعرف! ربما هناك سبب ثالث أو رابع، وربما لا يوجد سبب! وإذا عرفنا السبب فربما لن نستمتع بهذه الظاهرة المدهشة، الأمر ممتع بدون تفسير، ومثير بدون تحليل، فريق يفوز على مانشستر سيتي عن جدارة، ثم يخسر أمام سوانزي ووست بروميتش، ثم يخوض مواجهة صعبة مساء اليوم.. ضد هدرسفيلد تاون! فهل سيواصل ترسيخ هذه الظاهرة التي تكاد تتحول إلى أسطورة، أم سيفاجئنا بالفوز؟!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى