عزيزتي الكرة اللاتينية..المهارة وحدها لا تكفي!

أحمد عمارة 17:02 08/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هؤلاء لاعبين أصحاب مهارات كبيرة في المراوغة والافلات من بين أرجل المنافسين وبإمكانهم الانتصار على أي فريق منافس.. هكذا كانت كرة القدم في السابق منذ مولدها وحتى نهاية القرن الماضي، قبل أن تختلف المعايير وتنقلب الموازين في خريطة اللعبة.

    المهارة وحدها كانت كفيلة بتفوق فريق أو منتخب على اّخر فلم تكن هناك أي حسابات كبيرة خاصة بالنواحي التكتيكية والخططية ومعدلات السرعة واللياقة البدنية.

    منتخبات قارة أمريكا اللاتينية هي من جذبت الكثيرين لعشق وادمان الساحرة المستديرة منذ قديم الأزل بفضل مهاراتهم الفذة وسطوع نجم أسماء عديدة في اللعبة كانت سبباً في زيادة شعبية كرة القدم في شتى أنحاء المعمورة، وربما اذا وجهت سوالاً لعشاق المستديرة في القرن الماضي عن أساطير اللعبة فبالطبع ستجده حائرًا بين إسمين فقط هما البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا.

    المنتخب الأورجواني أحد أشهر منتخبات أمريكا اللاتينية هو من قص شريط تتويج المنتخبات بكأس العالم باحرازه لقب النسخة الأولى 1930 ، واتي اقامت بين أنصاره، كما لاتزال البرازيل هي صاحبة الرقم القياسي في عدد التتويج بلقب المونديال وفي جعبتها 5 ألقاب من بين 9 ألقاب حققتها القارة اللاتينية والتي سُحب البساط من تحت قديمها بتفوق المنتخبات الأوروبية في عدد التتويجات مؤخراً بـ 11 لقباً عقب معانقة الاسبان والألمان لأخر نسختين من العرس الكروي العالمي وهو ما سيزيد للرقم 12 خلال نسخة 2018 عقب سيطرة منتخبات القارة العجوز على المربع الذهبي.

    جميع ما سبق هو عوامل تثبت مدى التفوق لمنتخبات أمريكا اللاتينية على نظيرتها الأوروبية حتى نهاية القرن الماضي قبل أن تنقلب الدفة لمنتخبات القارة العجوز، فيعجز أي منتخب لاتيني عن معانقة كأس العالم منذ 2002 وتغيب الكرة الجماعية عنهم وتستمر سياسة النجم الواحد المدلل صاحب المهارة الذي تتعلق عليه جميع الأمال دون غيره من زملاهء، مثلما حدث مع ليونيل ميسي مع الأرجنتيني ونيمار مع البرازيل وسواريز مع أوروجواي، وتترسخ قاعدة اللعب المهاري والاستعراضي في عقول وأذهان أغلب منتخبات القارة اللاتينية، فربما تجد أحدهم متعثراً متأخراً في نتيجة مباراة حاسمة ولكن يبحث أحد لاعبيه عن الاستعراض بالكرة ومحاولة المرور من مدافع ثم الاّخر بشكل جمالي.

    فضيحة كروية للمنتخب صاحب الشعبية الأكبر في العالم والرقم القياسي في عدد التتويج بكأس العالم، السيليساو يسقط بسبعة أهداف أمام ألمانيا بنصف نهائي كأس العالم وسط أنصاره ، ويكتفي لاعبو السامبا ببلوغ ربع النهائي في نسخ 2006 و 2010 و 2018، ولم يختلف الأمر كثيراً عند الأرجنتين صاحبة تتويجي 78 و86 فكان بلوغ ربع النهائي هو أقصى الطموحات باستثناء النسخة الماضية التي شهدت بلوغهم المباراة النهائية على الرغم من الأداء الباهت لهم على مدار مشوارهم بتلك النسخة.

    الصرامة والجدية والانظباط الخططي والتكتيكي ومعدلات السرعة البدنية من قوة وسرعة والكرة الجماعية التي تضع في اهتمامها الأول الحفاظ على نظافة الشباك والتأمين الدفاعي باتت هي عوامل ومعايير النجاح في كرة القدم الحديثة ولاعزاء لكرة أمريكا اللاتينية التي تضع أمام أعينها المهارة وحدها دون الانتباه لعدة عوامل أخرى سارت منهجاً تتبعه منتخبات أوروبا خلال القرن الحديث.